أضواء وظلال

طبيب الغلابة.. أفضل من طبيب نوبل

خالد جبر
خالد جبر

بعد التكريم الشعبى الكبير لطبيب طنطا الدكتور محمد مشالى.. وبعد وفاته منذ أيام والمطالبات بتكريمه رسميا.. أصبحنا نقرأ فى كل يوم عن طبيب يقوم بنفس تجربة الدكتور مشالى ولا يتقاضى قيمة ليكشف على المرضى أو يتقاضى الجنيهات الخمسة التى أصبحت فيزيتا الناس الغلابة.. وأصبح لقب " طبيب الغلابة " ينافس فى احلام الأطباء لقب الفوز بجائزة نوبل.
كنت أتمنى أن اقرأ اسم طبيب مصرى من البلد التى اكتشفت الطب بين الأطباء المرشحين لجائزة نوبل.. او ان تخرج من مصر محاولة جادة لاكتشاف علاج فعال لأى مرض خاصة ونحن فى مولد البحث عن علاج لفيروس كوفيد ١٩ الذى أرعب العالم كله.. ولكن يبدو أن لقب طبيب الغلابة افضل وأسهل أيضا.
كيف لا.. وقد وصل البعض إلى الدعوة لاطلاق اسم الراحل المحترم على أكبر ميادين طنطا أو على محطة مترو أنفاق الزمالك التى سميت باسم التليفزيونية الراحلة صفاء حجازى وما أثير حول التسمية من انتقادات.
هذا التكريم الشعبى للدكتور مشالى الذى ليس له انجاز طبى يذكر.. وان كل انجازه انه يتقاضى تلك الجنيهات الخمسة مقابل الكشف على المريض الغلبان.. هذا التكريم يحمل فى تقديرى معنى آخر.. فهو استفتاء ضد الأطباء الذين  يبالغون فى تحديد مقابل الكشف.. واستفتاء ضد الدولة التى أهملت الرعاية الصحية لمواطنيها وتركته فريسة للأطباء والمستشفيات ومراكز الأشعة والتحاليل..
ولولا المبادرات الرئاسية الصحية التى نفذتها الدولة مؤخرا لكان الوضع اسوأ.. واصبح السؤال عن أى طبيب ليس عن كفاءته او مهارته.. ولكن : هو بياخد كام.
وبالنسبة للاطباء.. فإن اليافطة التقليدية التى يشير فيها الطبيب إلى مؤهلاته وزمالاته الجامعية اصبحت تبرز فى مكان ظاهر قيمة الكشف.. او الاشارة للقب طبيب الغلابة.. رغم انه لايوجد من فروع الطب فرع لأمراض الغلابة.