قضية ورأى

كورونا والثانوية العامة

د. فتحى حسين
د. فتحى حسين

د. فتحى حسين

جاءت نتائج الثانوية العامة هذا العام مبهجة وسعيدة، وأدخلت الفرحة فى معظم البيوت المصرية بعدما وصلت نسبة النجاح العامة إلى ٨١.٥% وفقا للتصريحات الرسمية، ووصلت أعداد الذين حصلوا على مجاميع فوق الـ90%الى أعداد كبيرة تفوق السنوات الماضية بكثير وهو ما ارجعه البعض -وانا منهم - إلى وجود أزمة كورونا أو فيروس كوفيدا ١٩ واذا اعددنا فضائل كورونا على التعليم ستجدها كثيرة بلا شك ولعل أبرزها أنها خلقت لدى الطالب غريزة حب العلم والاستزاده منه والبحث فيه وعن المعلومات بجهده فقط والتأكد من صحتها بدلا من الحفظ والتلقين الاعمى لطلابنا والذى كان يخرج جيلا من الجهلاء والحفيظة أو الذين يحفظون دون فهم ! الأمر الآخر أنها دعمت آلية التعلم الالكترونى بشكل كبير وهو أسلوب متبع فى الدول المتقدمة،وكذلك الاختبار الالكترونى عبر أجهزة التابلت والمحمولة وهو أمر كان يبدو صعبا لنا فى البداية وربما غير مقبول من البعض وربما أمر سمج لدى البعض الاخر، فدخلت بذلك مصر عصر التعلم الالكترونى بآلياته وأدواته المختلفة والمتقدمة والمطلوبة لهذا العصر واستحضرت أيضا آلية التعلم عن بعد والحصول على دورات تدريبية إلكترونية فى كافة المجالات لتنمية المهارات الطلابية وتوسيع الافق والتفكير المحدود لدى الطلاب وهو أمر ضرورى حتى نخلق أجيالا مفكرة ومبتكرة وليست اجيالا تربت على الحفظ والتلقين بالمدارس والدروس الخصوصية ومنح اجابات بعض الأسئلة للحفظ وكتابتها فى الامتحانات فقط ثم الحصول على مجاميع تفوق الـ١٠٠% كأن يحصل الطالب على ١٠١% !
نتمنى أن نتعلم من ايام كورونا الصعبة فى التعليم ولا نستهين بهذا الأمر ولا نجعل الحضور شرطا للحصول على الدرجات وانما الأهم هو الإنجاز وتقديم المشروعات الطلابية البحثية خلال العام التدريسى وفى نهاية العام كما كان مطروحا واتمنى أن نقلص حضور التلاميذ للمدرسة خاصة الابتدائى فلا يصح أن فصلا فيه ١٥٠ طالبا يكون الحضور يوميا فى ظل استمرار انتشار فيروس كورونا وهذا العدد لا يمكن لأى تلميذ فى ثانوية أو إعدادية أو ابتدائى أن يتعلم بشكل آدمى ويخلق جيلا من المتعلمين الاصحاء، فلا نزال لدينا الكثير من السلبيات فى التعليم وجاء كورونا لتسليط الضوء عليها وإيجاد المخرج لها ، فهل نحن مدركون لها؟!