إنها مصر

مصير كليات الإعلام !

كرم جبر
كرم جبر

قلت منذ فترة للدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، أننى أتمنى أن يأتى أوائل كليات الإعلام بالجامعة للمؤسسات الصحفية ليعملوا فيها، وتكون رسائل الماجستير والدكتوراه من أرض الواقع، وليست نظريات لا تمت للحقيقة بصلة.
ووافقنى الدكتور الخشت، وتحدثت طويلاً فى ندوة عقدت بجامعة القاهرة عن مستقبل كليات الإعلام، مؤكداً أن الأقسام التقليدية المتوارثة «صحافة، إذاعة، علاقات عامة» عفا عليها الزمن، ولم تعد صالحة للبقاء.
وعارضت الآراء المتشائمة التى تحذر الطلاب وأولياء الأمور من الالتحاق بكليات الإعلام، حتى لا يكون مصيرهم البطالة، بعد أن ضاقت المؤسسات الإعلامية التقليدية بمن فيها.
ولمزيد من الحوار أوضح ما يلي:
أولاً: الخريج رقم واحد المطلوب فى سوق العمل فى السنوات القادمة هو «الإعلام»، بشرط تجهيزه وإعداده وفقاً لمتطلبات العصر والثورة التكنولوجية الرابعة.
ثانياً: خريج الإعلام يجب أن يدرس كل فنون الاتصال الرقمي، وبجانب الإجادة التامة للغات الأجنبية، والإتاحة العقلية التى تهيئ له الإلمام بكل ما هو جديد.
ثالثاً: بدأت بعض كليات الإعلام بالفعل تضيف كلمة رقمى أو تكنولوجى بجانب اسمها، ولكن تم ذلك بطريقة عشوائية، دون برامج مدروسة جيداً وفقاً للمعايير فى الجامعات الدولية.
رابعاً: خريج الإعلام سوف يكون مطلوباً فى كل مكان، ابتداء من الشركات الكبرى لإعداد برامج تسويق منتجاتها، حتى أعضاء البرلمان الذين يبحثون عمن يدعمون اتصالهم بالجماهير، ومروراً بكل الوظائف التى تحتاج التواصل مع الرأى العام فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
خامساً: انتهت أسطورة أن خريج صحافة يجب أن يكون صحفياً وإذاعة وتليفزيون مذيعاً أو مذيعة، والبقاء للإعلامى الذى يجيد فنون التواصل والاتصال ويتسلح بالمهارات الحديثة، وبين شبابنا أعداد غفيرة يجيدون ذلك، ولكن ينقص فقط استثمار قدراتهم.
ليس نقداً لأحد، أننى اعتذرت مؤخراً عن مناقشة رسالة دكتوراه حول دور الصحافة وتأثيرها، لأننى لم أجد فى الرسالة شيئاً يستحق المناقشة، وتم إعدادها «تيك أواي»، قصاصات من المعلومات والأوراق التى لا تفيد حتى صاحبها، وأؤكد أن صاحبها سيحصل على الدكتوراه، وسيكون مصير أولادنا بين يديه.
الاقتراح الذى أقدمه هو التعاون بين كل الأطراف، مجلس أعلى وهيئات إعلامية ونقابات، وعقد ورش عمل متصلة لتبادل الرؤى والخبرات مع أساتذة الجامعات، لإحداث تزاوج بين الدراسات النظرية والخبرات العملية.
ليست المسألة أن يحتشد المنهج ببعض الدراسات التى لا تفيد الخريج فى سوق العمل، ولكن أن يتعلم ما سوف يواجهه فى سوق العمل، لحسن استغلال الطاقات البشرية وتوظيفها بشكل أمثل.
الإعلام هو المستقبل، والإعلامى المطلوب هو من يجيد التفاعل مع المستجدات، والاتصال بالجماهير والتسويق لعصر مختلف.
أؤكد: المستقبل لخريجى كليات الإعلام، ولكن بالمواصفات المطلوبة فى سوق العمل.