نظرة يا ناس

«شيل فلوسك فى الدولاب!»

بهاء الدين محمد
بهاء الدين محمد


ذهبت الثلاثاء الماضى لمكتب بريد حدائق القبة لإنهاء بعض المعاملات ومن بينها سحب مبلغ من المال.. واثناء تواجدى داخل مكتب البريد ولما يقرب من ٦٠ دقيقة شاهدت معاناة المواطنين داخل هذا المكتب الصغير وكأنه سجن للإصلاح والتهذيب لمن يزوره ومن بينهم انا.
البداية عندما حضرت ووقفت فى دورى فى طابور أمام إحدى الموظفات.. وكانت أول مأساة عندما حضر شاب يظهر على وجهه الشقاء والغلب الممزوج بالطيبة وهو يطلب من الموظفة سحب مبلغ من المال من رصيده.. فاخبرته الموظفة ان يذهب للمكتب التابع له وغير متاح السحب من هنا.. فقال لها ان دفتره يتبع مكتب بريد رمسيس ولكنه يقيم بجوار مكتب حدائق القبة والاسهل عليه سحب المبلغ من هنا.. وهو ما أغضب الموظفة وكأن الشاب فعل فعلا فاضحا فى الطريق العام وقالت له بصوت عال مفيش فلوس ليك هنا روح مكتب رمسيس.. فصعب الشاب عليه نفسه وقال لها هل أذهب لرمسيس لصرف مائة جنيه، مطالبا الموظفة معرفة رصيد حسابه على الاقل فما كان منها إلا نهره وطالبته بمغادرة المكتب بحجة انه ليس لديها الامكانية لمعرفة رصيد حسابه، - رغم ان جميع مكاتب بريد الجمهورية مرتبطة بشبكة ببعضها من خلال الانترنت وذلك على حد علمى -.
وجاء دورى لاقف امام الموظفة وطلبت منها سحب مبلغ من المال من حسابى، وبالفعل قامت بصرف المبلغ ولكننى لاحظت ان من بين النقود اكثر من ورقة فئة العشرة جنيه ممزقة ومتهالكة وكأنها مرت من على فم فأر قبل ان تصل إلى يدى او انها كانت عائمة فى بركة من الزيت.. وعندما طلبت من الموظف ان تغيرها قامت بفحص الاموال وعلى وجهها علامات التعجب وهى تقول لى : مالها الفلوس يا استاذ ما هى كويسة روح ادخل للمديرة.
فدخلت للمديرة مطالبا بتبديل الاموال الممزقة والمتهالكة فرفضت وقالت : مفيش فلوس هتتبدل الفلوس كويسة.. وعندما اخبرتها اننى اعمل صحفيا واننى على علم - لحد ما - بقوانين ولوائح البنك المركزى التى تمنع تداول الاوراق المتهالكة فى الاسواق بل ان الاتجاه العام للدولة الآن هو التعاملات الالكترونية، فكان رد المديرة الفاضلة بانها ليس لها علاقة بالقوانين واننا لسنا فى بنك وان هذه الاموال المتاحة، قائلة : هبقى روح شيل فلوسك فى الدولاب.
وهنا اوجه سؤالى لرئيس هيئة البريد خاصة فى عهد تحرص فيه القيادة السياسية على الدفع بعجلة التنمية والقفز بالبلد من العشوائية إلى التطور ومواكبة التكنولوجيا " اشيل فلوسى فى الدولاب ؟! "

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي