حكايات| «نيفر حتب» أسطورة مصرية .. «قلبت السوشيال ميديا» بتوقيع منة عبد العزيز

 «نيفر حتب» أسطورة مصرية
«نيفر حتب» أسطورة مصرية

استطاعت أن تزحزح الصخرة الثقيلة عن بحر الإبداع، فظهرت موهبتها من خلال عروس جميلة يبلغ طولها 70 سم، تحمل في يديها زهرة اللوتس وترتدي فستانًا مكشوفًا وتتزين رقبتها بجعران، تتحلى بتاج صغير على رأسها، يرمز إلى نهر النيل، إنه تمثال «نيفر حتب» الذي انتشر بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي وحقق ضجة كبيرة كانت بأيدي مصرية وأنامل ذهبية. 

 

خلقت منة عبد العزيز صاحبة الـ23 عامًا، جوًا خاصًا وأطلقت العنان لخيالها لتستوحي أساطير مصرية وتقدم تماثيل فريدة من نوعها بتوقعيها.

 

منذ نعومة أظافرها وهي تعشق الفنون والرسم وتهوى الطبيعة وحققت حلمها من خلال الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، وأرادت أن تلتحق بقسم التصوير في البداية، ولكن في أول عام لها في الكلية كانت تعشق محاضرة النحت وتنتظرها بفارغ الصبر، ولكن بعد فترة قامت بتغيير كل الخطط وقررت الالتحاق بقسم النحت". 

 

تقول منة: «بدأت أتطور في النحت بصورة كبيرة، وصنعت تماثيل عديدة من الطين الأسواني، فالموضوع يتلخص في الصبر والوقت والتركيز ولا يحتاج إلى مجهود بدني. 

 

وتتابع «عندما وصلت إلى مشروع التخرج بكلية الفنون الجميلة قررت أن أفكر خارج الصندوق، وأصنع تمثالًا مختلفًا من وحي مصري، لأن التماثيل التي أهواها وتخطف نظري هي التي تحمل قصص لأي أسطورة مثل إيزيس وأزوريس والنداهة، لذلك فكرت في اختيار مشروع "عروسة النيل". 

 

وبدأت بالفعل في تنفيذ مشروعي مستعينة بالخيال وبآراء والدتي وأستاذتي في الكلية. 

 

وعن وصف التمثال فهو عبارة عن" الأسطورة المصرية عروسة النيل التي تحمل زهرة في يديها على شكل لوتس يعبر عن الحياة الأبدية، ترتدي تاج مستوحى من تاج الإله حابي أله النيل عند المصريين القدماء، وترتدي سلسلة بها جعران كبير يستخدم في المناسبات الجنائزية، تسير في شموخ وكبرياء، أرادت أن تضحي بنفسها من خلال غرقها في النيل وعلى ملامحها ترتسم معالم الفخر والسعادة لأنها تعلم جيدًا أن الخير سيعم على الأرض، وفقا لما شرحته منة. 

 

وتضيف: «التمثال استغرق مني حوالي ثلاثة أسابيع، ووالدتي ساعدتني في اختيار الاسم من خلال البحث عن كلمات فرعونية تحمل معاني قريبة للتمثال».

 

وعن ردود الأفعال تؤكد منة أنها لم أتوقع يومًا أن يصل التمثال إلى رواد السوشيال ميديا وينتشر بهذه السرعة، فعند تنفيذيها له كنت حزينة بسبب أن التمثال لم يره أحد في ظل كورونا، ولكن بعد انتشار شعرت بالفرحة والسعادة وصدقت حديث والدتها لأنها دائما ما كانت تشيد به أثناء مراحل العمل.

 

وبالسؤال عن مصير التمثال، أجابت منة: «فهو موجود عندي في المنزل، لم أقرر حتى الآن ماذا أفعل به، ولكني على أتم الاستعداد لوضعه في متحف أو ميدان عام إذ طلب مني ذلك، وسأقوم بعمل نسخة مكبرة منه وأحتفظ بالصغرى، أو المشاركة به في أحد المعارض». 

 

وتضيف عبد العزيز «ومن وجهة نظري أن دفعة نحت 2020 استطاعت أن تثبت نفسها بجدارة في عمل مشروعات تخرج رغم ظروف كورونا، ومن وجهة نظري أن التماثيل الموجودة في مصر الآن فيها المميز والجديد على رأسها تمثال الجندي الذي وضع في أسوان».

 

واختتمت منة قائمة أمنياتها وقالت»: أتمنى أن أفتح جاليري خاص بي يحمل اسمي، وأقدم تماثيل ذات قيمة وقامة لا تهدف للربح المادي«.