رؤية

دكتورة غادة والى.. اسم جدك محفور على الحرمين

صبري غنيم
صبري غنيم

- من حق المصريين أن يفخروا باسم المرحوم الدكتور المهندس محمد هلال جد الدكتورة غادة والي، فالعالم الكبير اسمه محفور على الحرمين الشريفين، من خلال أعماله فى توسعات خادم الحرمين الشريفين، فقد كان أول عمل له فى التوسعة الأولى لمؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود» طيب الله ثراه» وفى الحرم النبوى الشريف عام ١٣٧٩ هجرية، والشهادة لله أن المعلم محمد بن لادن والذى كان يحظى بمحبة الملك عبد العزيز أول من أتى بالدكتور هلال إلى المدينة المنورة كطلب الملك، ويكتشف الدكتور «هلال» أن محمد بن لادن والذى يحمل لقب «المعلم» يعنى فى مرتبة وزير، هو المقاول الوحيد لتنفيذ أعمال التوسعة ويمتلك طائرة خاصة يتنقل بها بين مشروعاته، ويحدث نسيج فى العلاقات بينه وبين الدكتور «هلال» ويحزن دكتور هلال على رحيل المعلم بن لادن ويلحق به ابنه سالم فتنتقل العلاقة إلى ابنه المهندس بكر بن لادن الذى تولى مسئولية تنفيذ أعمال توسعة خادم الحرمين فى مكة والمدينة، وينجح بكر بن لادن ويبهر العالم الاسلامى بالانجازات العملاقة التى تحققت فى جميع مشاريع خادم الحرمين داخل الحرمين وخارجها والفضل هنا لأبناء الراحل العظيم أبناء مؤسس المملكة «طيب الله ثراه» الملك عبد العزيز، وقد كان للدكتور هلال نصيب فى أن يعمل مع أبناء مؤسس المملكة بعد وفاته فعمل مع الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد، وهنا تحدث واقعة بطلها الدكتور هلال فى عهد الملك خالد، كنت شاهدا عليها بحكم عملى كمستشار لمجموعة بن لادن فى القاهرة..
- فى نوفمبر عام١٩٧٩، اهتز العالم الاسلامى على أثر هجوم مسلح لعصابة متطرفة على الحرم المكي، وقد نجحت فى السيطرة على المصلين ساعة صلاة الفجر، وتكتشف قوات الأمن أن جهيمان العتيبى يقود ما يقرب من ٢٠٠ مسلح، سيطروا على المصلين، فتفرض قوات الأمن حصارها حول الحرم وتنجح فى فك حصار المصلين بعد استشهاد عدد منهم، ويلجأ أفراد العصابة للاختباء فى بدروم الحرم..
- فى هذا اليوم اتصل بى سالم بن لادن «رحمه الله» الابن الاكبر للمرحوم المعلم محمد بن لادن وكان الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية فى ذاك الوقت بجواره داخل الحرم المكي، وقال لى سوف أرسل لك طائرة خاصة لنقل الدكتور هلال بخرائط توسعة الحرم المكى إلينا فى نفس اليوم، وطلب منى أن أرتب رحلة العودة إلى جدة، معنى الكلام أنه مطلوب منى أن اذهب إلى بيت الدكتور محمد هلال وأخبره بهذه الرسالة ليعد نفسه للسفر، طرقت باب بيته، قالوا لى إنه مقيم فى منتجع دكتور بوخنجر وهو ألمانى الجنسية، فوق هضبة المقطم، وقد كانت الزيارة ممنوعة ومع ذلك نجحت فى الدخول، والتقيت بالدكتور هلال، وشرحت له الموقف، وأن الطائرة الخاصة قد وصلت وفى انتظاره، اعتذر عن عدم السفر لحالته الصحية، وطلب منى أن أعود إلى منزله وكان قد رتب لى معهم بالتليفون استلام خرائط توسعة الحرم المكي، لا تتصوروا فرحتى بهذا الموقف، وبالفعل توجهت إلى بيته ووجدت لفافة ضخمة لمجموعة الخرائط، وتوجهت إلى مطار القاهرة وسلمت الطيار الخرائط..
- فى الليل سمعت من خلال نشرة الأخبار استسلام المهاجمين عقب تخديرهم بالقنابل المسيلة للدموع، لقد استفاد المهندسون من خرائط البدروم وحفروا حفرا فى سطح الحرم، وكانت القوات ترمى قنابل الدخان من خلالها فتصيب المهاجمين بالغثيان والدوخة فتساقطوا مثل الفراخ 'الدايخة»، ويومها أشاد وزير داخلية المملكة بالعمل الجبار للدكتور هلال، لكم أن تتخيلوا اسمه كعالم مصرى محفور على صدر توسعة الحرمين، وبقى على صديقى اللواء احمد راشد محافظ الجيزة أن يطلق اسمه على ميدان أعضاء هيئة التدريس الذى لايزال بيته مشيدا..ألا يستحق أن يشعر ابنه الأستاذ الدكتور سامح هلال الأستاذ الانشائى بتكريم اسم والده.. وتسعد ابنته الحاجة هدى والدة الدكتورة غادة والى بتكريم مصرى لوالدها.