مصر المستقبل

مغالطات درامية وسينمائية

رشا الشايب
رشا الشايب

لا يستطيع أحد أن يقلل من دور الدراما والسينما فى حياة الناس خاصة البسطاء منهم فهى تصل لقلوب ملايين الناس قبل عقولهم وفى زمن قياسي.
فما يستغرقه الكتاب أو المقال أو التقرير أو التحقيق الصحفى من وقت فى تأصيل فكرة أو ترسيخ قضية أو تعميم رأى فى عقول وقلوب الناس أكبر بكثير مما تقوم به الدراما أو السينما نظرا لدخولها لكل البيوت بلا استئذان ولتأثيرها السحرى على عقول الناس خاصة» غير المتعلمين منهم.
لذا بات من المفترض والضرورى على صناع الدراما أو السينما وخاصة المؤلفين أن يتأكدوا من صحة ما يبثونه أو ينقلوه للناس أو أن يستشيروا خبراء متخصصين كل فى مجاله؛ إن احتوى السياق الدرامى على موضوعات متخصصة.
ولكن للأسف انتشرت المغالطات والأكاذيب بشكل كبير فى المسلسلات والأفلام والأخطر من ذلك أن تجد الناس يرددوا تلك الأكاذيب ويستشهدوا بأن شاهدوها فى فيلم أو مسلسل وأن من المستحيل أن يخطئ صناع الفيلم والمسلسل.
فمثلا تجد فى أفلام التسعينات حينما تطرقوا مثلا لعرض قضية العصمة بيد الزوجة تجدهم عرضوها بشكل خاطئ تماما وهو أن الزوجة تملك وحدها حق الطلاق أو حق تطليق نفسها ولا حق للزوج فى الطلاق منها وإن أراد الانفصال عنها لابد وأن يستأذنها ويطلب منها وليس ذلك فقط بل وأن تسمح هى له بذلك؛ وهذا هراء ومحض افتراء وما أنزل الله به من سلطان.
فحينما تكون العصمة بيد الزوجة فهذا تفويض بطلاقها إليها ولا يسقط هذا التفويض بتاتا حق الزوج فى الطلاق.
فقد أكد علماء الأزهر على أن وجود العصمة فى يد الزوجة لا يضيف شيئا لها سوى حق تطليق نفسها متى أرادت ولا يعنى ذلك أبدا سلب حق الزوج فى تطليق زوجته أو إلغاء قوامته عليها من الإنفاق والرعاية وتوفير مسكن لها.
وقد أجاز بعض العلماء أن تشترط المرأة على زوجها عند العقد أن تطلق نفسها متى شاءت؛ فتقول طلقت نفسى ولا تقول لزوجها أنت طالق كما صورت الدراما للكثير من الناس.
فعرض هذه الأكاذيب والمغالطات على الناس خاصة غير المتعلمين منهم ومعالجتها فنيا ودراميا قد يلصق دورا كارثيا خطيرا للفن فى المجتمع وهو نشر وتعزيز الجهل بين الناس.
لذلك أطالب بتأسيس جهة متخصصة تشرف عليها الرقابة على المصنفات تقوم بمراجعة المعلومات المتخصصة والتأكد من صحتها أو تطالب المؤلف أو صناع العمل الدرامى قبل الترخيص لهم أن يقدموا ما يثبت صحة ما يقدمونه من معلومات من خبراء متخصصين خاصة إن كانت هذه المعلومات لا تحتمل اختلافا فى التأويلات والتفسيرات سواء كانت هذه الموضوعات؛ قانونية أو علمية أو طبية أو دينية مجمع على صحتها ومتفق عليها.
وأخيرا؛ أمانة العرض واجبة والكلمه مسئولية لا يعذر فيها جاهل ولا يقبل فيها تبرير مخطئ

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي