بدون تردد

الصورة العربية

محمد بركات
محمد بركات

ليست هذه دعوة للاكتئاب أو محاولة لبث روح الاحباط فى النفوس.. ولكن المتأمل للواقع العربى فى العيد يشعر بمزيج من الأسى والألم والحزن، كرد فعل طبيعى وتلقائى على الحالة البائسة والواقع المر، الذى نراه قائما فى أغلب المواقع العربية على الخريطة الممتدة من المحيط إلى الخليج.
وللأسف فإن الصورة التى نراها للواقع من حولنا، وما يجرى على الأرض من أحداث ووقائع وتطورات، هى فى مجملها وتفاصيلها صورة معتمة، بل بالغة القتامة فى ظل ما يكتنفها من غيامات وظلال، وما تشير إليه من علامات ضعف ووهن وعجز.
أى ان الصورة فى اطارها العام لا تبشر بخير، ولا تدعو للتفاؤل، بل على العكس تثير القلق وتدعو للتشاؤم،..، فهذا العراق قد ناله ما ناله من تفكك فى أعقاب الغزو الأمريكى وأصبحت الطائفية والفوضى مستشريه فيه وحقيقة واقعة رغم انفنا جميعا، بعد أن كانت دولة قوية وجيشا مهابا يحسب له ألف حساب، رغم كل اخطاء صدام حسين وخطاياه.
وهذه سوريا وقد تحولت إلى مثال بائس لتفتت وانهيار الدولة، بكل ما يجرى وجرى فيها من دمار وهدم وإرهاب طوال السنوات التسع الماضية وحتى الآن، بحيث أصبحت مأساة انسانية وتراجيديا عربية لدولة كانت يوما ذات حول وطول، وأصبحت الآن اطلالا ممزقة يتنازعها البغاة من كل جانب.
وها هو لبنان غارق فى خلافاته ونعراته الطائفية، ومستغرق فى نزاعات وصراعات قواه ورموزه التى لا تنتهى، والتى حولت لبنان إلى بؤرة للخلاف وعدم الاستقرار، دون بارقة أمل فى العودة إلى ما كان عليه من وئام ومثال حى للسلام الاجتماعى والتلاحم الشعبى والتطلع للحياة المشرقة.
وإذا ما مددنا البصر إلى ما جرى ويجرى فى اليمن، الذى لم يعد سعيدا على الاطلاق، بل أصبح شقيا بائسا منقسما فى ظل الحوثيين... وأخيرا وليس آخرا يكفينا لتمام عتامة الصورة العربية، أن تنظر إلى ما يجرى فى ليبيا الشقيقة الآن، فى ظل الاحتلال الاردوغانى التركى للغرب الليبيى، بدعوة خائنة من الحكومة فاقدة الشرعية القائمة فى طرابلس حاليا.
هذه للأسف صورة واقعنا العربى الآن، وهى فى مجملها تبعث على الأسى والألم والحزن.