تحذير من «تعرية البيوت» على السوشيال ميديا خلال أيام عيد الأضحى

جلب الحسد وفقدان الستر..هل عريت بيتك اليوم!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تمتلئ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والتي تأتي على رأسها بعض التطبيقات التي تتمتع بنسبة متابعة كثيفة مثل الفيسبوك والانستجرام وتويتر، بالعديد من السلوكيات والتصرفات الغريبة والعجيبة التي من شأنها تدمير الأسرة المصرية وضربها في الصميم، بل والأدهى من ذلك أنها قد تساهم في إشعال الفتن والمشكلات وتدعو إلى مزيد من الأحقاد والحسد، هذه التصرفات التي يطلق عليها مجازًا «تعرية البيوت».

المتابع لهذه المواقع يمكن بما لا يدع مجالًا للشك أن يرى حجم المأساة التي يقع فيها البعض وهو لا يدري أنه هو نفسه سبب لكل ما يحدث له من مشكلات بسبب التباهي والتفاخر غير المبرر.


تعرية البيوت

انتشرت على كافة صفحات التواصل الاجتماعي خلال أيام عيد الأضحى المبارك، المئات من الصور من داخل البيوت المصرية، وهي توصف وتوضح موائد الطعام المختلفة بكل ما لذ وطاب احتفالًا بعيد الأضحى، وبعد بضعة أيام قليلة امتلأت السوشيال ميديا بلحوم الأضاحي وشوادر الذبح وأمام العقارات، ومع اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، تبارى الجميع في وصف ما تناوله من طعام وشراب وقام بتصوير المائدة وعليها أصناف من الطعام المختلف في سلوك بغيض يدفع الكثير للحقد أو الغل ممن يفتقدون القدرة على شراء أو تناول هذا الطعام، لفظ أو وصف «تعرية البيوت» لا يتوقف فقط على نشر صور الطعام المختلفة، والسؤال ماذا كان سيحدث لو تناولت طعامك مع أفراد عائلتك في سرية داخل بيتك كما يفعل جميع الناس؟


كان الدكتور محمد راتب النابلسي، طرح هذا الموضوع المثير بعد تنامي ظاهرة التفاخر والتباهي سواء بقصد أو غير قصد في نشر كل تفاصيل الحياة الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن نبي الله يعقوب حذر نجله يوسف عليهما السلام من اطلاع اخوته على رؤياه وقاية له من كيدهم،يقول المولى عز وجل في سورة يوسف، بسم الله الرحمن الرحيم، «قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ» صدق الله العظيم، ويقول صل الله عليه وسلم، «لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين».


 فما بالكم بغريب الدار ونبينا عليه الصلاة والسلام حذرنا من خطورة الإصابة بالعين وأنها حق بل انها من اكثر اسباب الموت بعد قضاء الله وقدره وتزيد الخطورة عند اهمال ترديد الأذكار والتحصينات الشرعية، بينما يكثر تبادل وارسال الصور والمشاهد الحية والاخبار عبر وسائط المراسلات الالكترونية.


انتهاك لخصوصية البيوت

يتعمد البعض نشر كافة تفاصيل حياته من مشاوير يقوم بها أو أماكن قام بارتيادها أو شاطئ نزل بها أو قرى او بلدان قام بزيارتها، كما يتعمد الكثير نشر تفاصيل من حياته بشكل غريب لدرجة أن البعض يوصف الحديث الذي دار بينه وبين زوجته أو أبنائه أو عائلته، وتجد أمثلة على ذلك مثل «أنا بملابس العيد، أو أنا وأسرتي على البحر، أو نحن في الطريق لشراء بعض الاحتياجات، أو هذه الهدية من زوجتي أو هذه الهدية لزوجي» وهكذا..الخ، لا يكاد يخلو بروفايل على الفيسبوك أو انستجرام أو تويتر، من صورة الطعام أو حفلة أو سيارة لصاحبها بغرض طلب الرأي أو في الحقيقة التفاخر وجلب الانتباه، والسؤال ماذا استفدت عندما كشفت ستر بيتك مع متابعيك وعلى بروفايلك؟.

 


 

حياتك الخاصة على الملأ

يعتبر رأي الناس في سيارتك الجديدة، أو ملابسك أو مظاهرك أو تسريحة شعرك الجديدة أو تكلفة شرائك هدية معينة هي من الأمور الحياتية الخاصة بالشخص أو أسرته، وتداولها على الملأ أمام الناس يعرض حياته الخاصة للتعميم والحسد، مثل هذه التصرفات تساهم في إزالة غطاء الستر الذي وفره له المولى عز وجل، بل أن مثل هذه التصرفات تسمح للمتابعين له التدخل بشكل مباشر في حياته ويظهر رأيه بصورة أو بآخرى، والأدهى من ذلك أن مثل هذه التصرفات تجلب الحاسدين والحاقدين إلى باب البيت وينقلب السحر على الساحر، لأنها إن كانت مفاخرة فقد حمل الشخص وزرها، وإن كانت ضعف شخصية فقد سقط صاحب النشر بنجاح!

العين تسبق القدر


ويتضح، ما سبق انتهاك واضح وصريح للخصوصية واحترام الذات، وهذا الانتهاك يؤدي إلى الحسد والحقد والغل وحتى الموت، وكأننا نساهم بأيدينا في قتل حياتنا وتدمير بيوتنا وهذا ما حذر منه رب العزة عز وجل في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم { قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} •• {يوسف الآية 5}


جاء في حديث الرسول عن العين قال صلى الله عليه وسلم، «العينُ حقٌّ ، ولو كان شيٌء سابقًا القدرِ سبقتْهُ العينُ وإذا استغسلتم فاغسلوا»، ومعنى العين حقٌّ أي أنّ الإصابة بها حاصلةٌ على الوجه الحقيقي والفعلي لا المجازي.