مصرية أنا

أبى

إيمان أنور
إيمان أنور

عيدنا الأضحى هذا العام جاء مرا بطعم العلقم.. حزينا باهتا مكسوا بألم الفجيعة والفقد..فقد رحل عنا أبى فى أيام مباركة اقسم بها الله فى كتابه الكريم ليتركنا فى لوعة وحسرة وحزن لامثيل له.. انفطر القلب وتقطع الفؤاد وانقسم الظهر وراح السند والوتد بلا رجعة..
كل شيء اصبح منقوصا فى الدنيا..
أن تفقد أباك معناه أنك تخسر الجدار الذى تستند إليه.. ويجعلك فى مهب ريح قد لا ترحم.. أن تفقد أباك معناه أن تفقد السماء التى تجود بنبع الحب والحنان.. أن تفقد أباك معناه أن تفقد المظلة التى تحميك من الشرور وتجعلك وحيداً فى مواجهة العالم.. أن تفقد أباك معناه أن تحس بمعنى الوحدة.. فقد فقدت من يمد يده ليساعدك دون انتظار مقابل.. ان تفقد أباك معناه ان تفقد العطاء بلا حدود ولو مدت لك ألف يد.. ان تفقد أباك معناه أن تشعر باليتم !..
لمن اشكو وممن أتلقى النصح والإرشاد من بعدك يا أبى !؟؟..
راح من اتكئ عليه فى هذه الحياة..
لأنك كنت هنا لم أكن احمل فى الدنيا هما.. فاعلم حتما انه سيزول.. ولم أكن اخشى مواجهة مشكلة أو صعوبة.. فاعرف أن هناك من يتصدى لحلها.. فدائما لسان حالى كان يقول.. «لاتقلقى أبى سيحلها»..
ياأبى.. اشتقت لصباح يبدأ بنبرة صوتك الحنون.. فلى فى غيابك قصة وجع لاتنتهى.. ألف كلمة و كلمة لا تزال عالقة فى حنجرتى كالغصة لم أخبرك عنها قبل رحيلك أولها أحبك أبى وأشتاقك كثيرا.. فقدك ياأبى هو موت على قيد الحياة.. برغم كونك رحلت عن دنيانا إلا أنك لم ترحل منى مازلت تسكننى ومازلت أراك فى كل صوب و ناحية.. وأنا أرى جسدك مسجى أمامى .. كنت كالملاك النائم.. وجهك يا أبى كان يشع نورا.. اطلت النظر إليك وتمنيت لو توقف الزمن..
يامن منحتنا كل الحب والعطاء.. يا من كافحت بإخلاص وعزة ونزاهة وتفان وشرف طوال مشوار حياتك من أجل لقمة عيش حلال مباركة.. وجعلتنا نفخر بك دوما.. فكنت نعم المثل والقدوة..
ياأبى الغالى..
طاب منامك الطويل.. ورحم الله جسدك الذى امتلأ طهراً.. وغاب عن الدنيا !..