بسم الله

40 بالمائة أرباح !

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

للأسف مازال بيننا من يعمل فى توظيف الأموال. ومازال بيننا من يعتقد فى وضع تحويشة عمره فى حجر نصاب ، ولا يضعها فى البنوك. بالطبع هو تصرف شخصى ، لكنه يضر بالدولة كما يضر بصاحب المال. ولابد من تحرك تشريع يضبط ذلك. هل تتصورون أن شخصا نجح فى جمع مليار و200 مليون جنيه من مواطنين بزعم استثمارها فى العقارات ؟!. حدث هذا فى القاهرة الجديدة. وقضت المحكمة بحبس المتهم 3 سنوات ورد المبالغ المستولى عليها للضحايا.
ما يدفع المواطن إلى ارتكاب هذا الخطأ ؟! بالطبع هناك أسباب عديدة ، من أهمها الجشع ، فقد أوهمهم النصاب بأرباح تصل إلى 40 % ، بينما متوسط أرباح البنوك 15 %. صعوبة التعامل مع البنوك ، حيث نشاهد يوميا الزحام الشديد على البنوك ، وقد تذهب ولا تقضى حاجتك تعود بيتك يائسا وتلعن اليوم الذى جعلك تتعامل مع البنوك. وهنا لابد من منظومة البنوك والبحث عن حلول جذرية للتيسير على المتعاملين معها ، وأيضا التوسع فى سعر الفوائد حسب مدة الايداع بالبنك. ومن بين أسباب النصب الاعلانات الوهمية التى ينخدع بها المواطن ، دور الدولة حماية المواطن من النصب والاستغلال. هذا المتهم ،مالك إحدى شركات الاستثمار العقارى، أوهم ضحاياه بجمع الأموال منهم بزعم الاستثمار معه والحصول على فائدة ربحية أكثر من كافة البنوك ، ونجح فى إيهام أبناء قرية واحدة بـ»أبو كبير بالشرقية» بلغت 300 مليون جنيه من أشقاء وأصدقاء، وأن الضحايا لم يحصلوا على أى أرباح من عام 2018، وأن عدد المتقدمين ببلاغات وصل قرابة 35 شخصا.
الضحايا ذكروا فى التحقيقات أنهم وثقوا فى المتهم أكثر من اللازم لتخفيه حول الدين والفضيلة وموائد الرحمن وغيرها من المظاهر. إحدى الضحايا قدمت للمتهم 130 ألف جنيه ميراثها عن والدتها
واضطرت لتجهيز ابنتها للزواج بالدين. هذا المتهم دمر منازل ناس كثيرة وخرب حياتهم ، ومنهم من باع ارضه ليستثمرها فى الوهم.
الدولة تعمل على رد حقوق الضحايا. لكن يبقى وعى المواطن هو الفيصل.
دعاء : اللهم اجبر خاطرنا برحمتك وجودك يا الله