المنصات الإلكترونية تقتنص أفلام «الأضحى».. ولا عزاء لدور العرض

يسرا وآسر ياسين في لقطة من فيلم صاحب المقام
يسرا وآسر ياسين في لقطة من فيلم صاحب المقام

يشهد موسم عيد الأضحى ظاهرة جديدة وهي طرح بعض أفلام العيد عبر المنصات الإلكترونية، لأول مرة في تاريخ صناعة السينما المصرية، فبعد دراسة السوق السينمائي قرر صناع فيلمي «صاحب المقام» و«الحارث» عدم طرح أفلامهم في دور العرض وتقديمها عبر منصة شاهد الإلكترونية.

أكد صناع فيلم «الحارث» أن هذا القرار جاء بعد دراسة السوق الحالي فى العالم كله وليس مصر فقط، خاصة بعد إغلاق دور العرض الفترة الماضية، واتجاه العالم كله للمنصات الإلكترونية، فهي أكثر انتشارا وتفتح سوقا جديدا بشكل مختلف للأفلام التي يرغب الجمهور فى مشاهدتها، غير سوق دور العرض التقليدية.

والحارث من بطولة «أحمد الفيشاوي، وياسمين رئيس، وعلي الطيب، وعمرو عبد الجليل، وأسماء جلال» ومن إخراج محمد نادر، وهو فيلم تشويق ورعب حول السحر والشعوذة والجن.

وقال صناع الفيلم أن قرار طرحه عبر منصة إلكترونية ارتبط فى الأساس بأزمة كورونا، لأن الجمهور لا يزال خائفا ولن يجازف أحد بالمرض من أجل مشاهدة فيلم، حتى مع نسبة الإشغال الضعيفة لدور العرض، فقررنا إيصال الفيلم حتى البيت، وهي مجازفة ولكنها مناسبة للظرف الحالي، ورغم أن الفيلم تم بيعه بالفعل لمنصة إلكترونية إلا أن صناعة يتابعون مشاهداته بشغف كبير لأن ذلك يؤثر فى تقييم الفيلم ونجاحه.

أما فيلم «صاحب المقام» لآسر ياسين ويسرا وأمينة خليل، وإخراج محمد جمال العدل، فكان أول فيلم يعلن صناعه طرحه عبر منصة شاهد الإلكترونية تزامنا مع عيد الأضحى بداية من الخميس المقبل، ويقول مخرج الفيلم محمد جمال العدل: إن طرح الفيلم عبر منصة شاهد هو خطوة نحو المستقبل، لفتح سوق جديد للأفلام يضاف إلى السوق القديم، وليس لتنحية السينما أو منع نزول الأفلام فيها، وسينما المنصات الإلكترونية لن تؤثر على دور العرض فى المستقبل وليست بديلا لها، وقد كان قرار إطلاق الفيلم عبر المنصة الإلكترونية قرار جماعيا.

وأضاف أن الأمر ليس مرتبطا بجائحة كورونا بل بإيجاد سوق جديد للسينما، ودخول المنصات الإلكترونية للمنافسة كخطوة مستقبلية، موضحا أنها تفتح مجالا أكبر لتحقيق نسب مشاهدة أعلى للأفلام، وقد سبق أن طرحت المنصات الإلكترونية أعمالا درامية مهمة خلال الفترة الماضية وحققت نجاحا كبيرا، وأصبح لها قاعدة جماهيرية كبيرة.

ومن جانبه يقول الناقد الفني طارق الشناوي: خضت تجربة الذهاب لدور العرض بنفسي الفترة الماضية، ووجدت أن الإقبال الجماهيري ضعيف ولا يحقق حتى نسبة الـ٢٥٪ التي أقرتها الدولة، كما أن الأجواء نفسها ليست سينمائية، فالسينما ميتة بشكل كبير، وهذه المشكلة فى العالم كله وليست فى مصر فقط، لأن الخوف من دور العرض باعتبارها بؤرة لنقل الفيروس يجعلها منفرة لا شعوريا.

وأكد الشناوي أن المنصات الإلكترونية حل مضمون حاليا لصناع السينما ولكنه حل مؤقت، فالمنتج أحمد السبكي أعلن فى البداية أنه سيطرح فيلم «صاحب المقام» فى السينما، ثم جاءه عرض جيد ومضمون من المنصة الإلكترونية فتراجع عن طرح الفيلم في السينمات، وهذا حقه ولا يمكن لومه، لكن يجب وضعه فى إطار الحل المؤقت، لكن الأفلام الكبيرة كأفلام أحمد عز وأحمد السقا وكريم عبد العزيز ستنتظر حتى تتحسن الظروف.. وأضاف: المنصات ليست ضد السينما، فهي رافد جديد للسينما وستستمر بعد الجائحة كمورد جديد وجهة أخرى للعرض، ولكن السينما كحالة طقسية لا يمكن الاستغناء عنها أبدا، بعيدا عن هذا الوضع المؤقت، بمجرد إيجاد لقاح ستعود كما كانت، فالسينما لا يمكن أن تموت، والدليل على ذلك أن التلفزيون والفيديو والسي دي وحتى شاشة المحمول لم يتمكنوا من قتل السينما، ولن تقتل كورونا السينما أيضا، لكنها بالتأكيد أصابتها فى مقتل لفترة محددة طالت أو قصرت لكنها حتما ستزول، وتعود السينما منتصرة مجددا.