بدون تردد

تحديات وتهديدات

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، على أى صورة من الصور تجاهل الحقيقة الواضحة والماثلة أمام أعيننا جميعا، والتى تؤكد أن مصر تواجه حاليا ومنذ فترة ليست بالوجيزة، قدراً كبيراً من التحديات والتهديدات لأمنها القومى بما يستوجب اليقظة الدائمة والاستعداد الفائق.
والمتأمل لما نحن فيه وما نتعرض له يدرك أن مصر الدولة والجيش والشعب تخوض حروباً مركبة ومتعددة الجبهات، تدور فى ذات الوقت وتتم فى تزامن متوافق على كل الأصعدة، طبياً وصحياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً.. وأيضا تنموياً.
ففى الوقت الذى نخوض فيه حرباً ضاربة على المستوى الطبى والصحى  لإنقاذ حياة المواطن المصرى والحفاظ على الصحة العامة، من خطر الوباء الضارى، الذى اجتاح العالم كله،...، كنا ولازلنا نواجه على الجبهة الجنوبية تحدياً جسيماً يتصل بمياه النيل، التى هى شريان الحياة والنماء لمصر والمصريين، ولا يستطيع أحد منا أن يقبل التفريط فى نقطة واحدة منها، كما لا يقبل أحد منا المساس بالحقوق المشروعة والتاريخية لمصر فى مياه النيل.
ولو مددنا البصر إلى الجبهة الغربية حيث الشقيقة ليبيا، لوجدنا تصعيداً خطيراً فى الأخطار والتهديدات، ممتداً بطول أكثر من ألف ومائتين كيلومتر، نتيجة الاستفزازات العدائية والممارسات الإرهابية، التى يقوم بها ذلك الكاره لمصر وشعبها البلطجى التركى إردوغان.
وأحسب أن العالم كله الآن أصبح على بينة بما يقوم به هذا البلطجى، لتحويل ليبيا إلى قاعدة للإرهاب يهدد بها مصر والعالم ومنطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا.
وإذا ما التفتنا إلى الشرق حيث سيناء العزيزة بوابتنا الشرقية، لوجدنا المحاولات الإرهابية للنيل من أرض الفيروز وتهديد الأمن القومى المصرى فى أعز ما يملك، وهى المحاولات التى تتحطم دائما على صخرة درع مصر وسيفها. جيشنا الوطنى وشرطتنا الباسلة.
يجرى هذا فى ذات الوقت الذى تخوض فيه مصر معركة شرسة، وتبذل جهوداً خارقة للبناء والتنمية الشاملة لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقوية.
«حفظ الله مصر ونصر شعبها وجيشها»