د. أحمد سالم.. أول معلم لمهارات البقاء فى الصحراء
- العقارب والثعابين أصدقاؤنا المقربون.. وعدونا درجات الحرارة
- النمل والجراد مذاقهما شهيًا على عكس الخنافس
- قمت بـ 100 رحلة.. ودربت أكثر من 500 طالب على السفارى
منذ نعومة أظافره وهو يهوى السفر وتسلق الجبال، وعند التحاقه بكلية الصيدلة لم ينته حلمه ويفقد شغفه بل أصر على أن يدرس ويقرأ عن الحياة البرية، ليصبح أول شخص يعلم الشباب مهارات البقاء فى الصحراء بدون خوف أو قلق، د. أحمد سالم الذى لمع اسمه وأصبح صديقا للعقارب والثعابين من خلال رحلاته الاستكشافية، تعلم الحياة بأقل الإمكانات وأصر على تعليمها لغيره، فقرر إنشاء مدرسة لتعليم مهارات البقاء، أخذنا فى جولة إلى عالمه الخاص لنطلع على أسرار وخبايا الصحراء.
< حدثنا عن رحلتك من الصيدلة إلى الصحراء؟
أحمد سالم متخرج فى كلية الصيدلة، منذ نعومة أظافرى وأنا أعشق السفر والرحلات الاستكشافية والتنقل بين الجبال فى الصحراء، وبعد التخرج بدأت أهتم بسلامة الأفراد فى هذه المناطق، وقرأت ودرستُ فى علوم مهارات البقاء، لأكون ملما بتفاصيل وجوانب جميع هذه المهارات واتخذت هذه الهواية لأصبح أول شخص مسئول عن مهارات البقاء، بجوار مهنة الصيدلة.
< ما الذى دفعك إلى إنشاء «جروب» على الفيس بوك؟
قررت إنشاء جروب غير ربحى وأطلقت عليه اسم «مهارات البقاء فى الصحراء» تزامنًا مع العاصفة الثلجية التى ضربت سانت كاترين، لأحذر هواة السفر والاستكشاف من الأخطاء التى وقع فيها الضحايا فضلا عن التكيف مع الظروف وتعليمهم مهارات البقاء فى الصحراء، ومصطلح «مهارات البقاء» أعنى به جميع العلوم والمهارات اللازمة لإنقاذ فرد أو مجموعة فى أزمة أو حالة طارئة فى البرية بأنواعها والوصول بهم جميعاً سالمين إلى مكان آمن أو وصول جهود الإنقاذ لهم.. وتشمل هذه المهارات أيضا الوقاية تجنباً لحدوث الأزمة.
< ما المهارات التى يتم تدريسها داخل المدرسة؟
التحكم النفسى وكيفية الحصول على المياه والطعام وكيفية إشعال النار وإنشاء المأوى والسير بين الجبال فى الظروف المختلفة مهما كانت حالة الطقس والإسعافات الأولية للبرية ومهارات البحث والإنقاذ وإنشاء المخيم والتعامل مع التضاريس المختلفة.
< من الأفراد الذين تستهدفهم المدرسة.. وماهى مواصفاتهم؟
هواة الصحراء مثل راكبى الدراجات والدراجات النارية ومتسلقى الجبال، والتخييم والمعسكرات بالإضافة إلى أفراد الكشافة، الأشخاص ذوى العقلية الهادئة والهدوء والبعد عن التهور.
< للصحراء مناخ خاص بها وليس كل الملابس تناسبها فما هى طبيعة الملابس التى ترتدونها وما الأشياء التى تأخذونها معكم ؟
الملابس على حسب درجة الحرارة ولكننا فى الغالب نفضل ارتداء الملابس المصنوعة من خامة البوليستر والبعد عن الخامات القطنية..إضافة إلى ارتداء حذاء مريح وقوى لسهولة الحركة، ونخصص خيمة لكل 4 أفراد، ونأخذ معنا أدوات العزل والطهى والحبال.
< مهارات البقاء يجب أن تطبق عمليًا.. ما هى المناطق التى يقع عليها الاختيار؟
أختار المحميات التى يتاح ليّ دخولها، فمثلًا نسافر إلى محمية وادى الجمال بعد مرسى علم، ومحميتى نبأ ورأس محمد فى شرم الشيخ ومحمية وادى دجلة وكاترين، فضلًا عن محمية أبو جلوم فى ذهب وهناك بعض المحميات التى نذهب إليها سواء فى سيوة أو البحرية،. وهناك بعض الوديان مثل وادى الحيتان ووادى النطرون وشمال بحيرة قارون.
< حدثنا عن كواليس أول رحلة بعد افتتاح مدرسة الصحراء؟
كانت الرحلة فى وادى دجلة وكان معى 7 أشخاص،وللأسف كانت صعبة للغاية، فكان الطقس باردا جدا يصل إلى حد الصقيع والأمطار غزيرة، وكنت أعلم حينها أن الظروف الجوية غير مناسبة ولكن إصرارى دفعنى للذهاب لأشاهد أفراد المدرسة كيف يتصرفون فى هذه الحالة، والحمد لله لم تحدث أى إصابات ومر الأمر بسلام.
< الرحلات الاستكشافية محاطة بالكثير من الصعاب.. فما أبرز المخاطر التى قابلتها؟
غالبًا ما يعتقد الأفراد أن الخوف من الحياة البرية يقتصر على مشاهدة العقارب والثعابين والحيوانات والحشرات الغريبة ولكن هذا الكلام غير صحيح، فنحن لا نخاف منها ونعتبرها مثل أصدقائنا المقربين لا نؤذيها حتى لا تؤذينا، فأبرز الأخطار تنحصر فى درجة الحرارة سواء كانت حارة فتؤدى إلى الجفاف ثم الوفاة أو باردة فتؤدى إلى التجمد والبرودة الشديدة والوفاة أيضًا.
< فى حالة نقص الطعام.. ماذا تفعلون؟
فى الصحراء أو الجبال من الممكن أن يعيش الإنسان لمدة 6 أيام بدون طعام، ولكن الأهم المياه لذلك نقوم بتحلية المياه بطرق معينة، وأحيانًا نلجأ إلى تناول الثعابين والحشرات والجراد والنمل والخنافس فى حالة نقص الطعام، فمثلًا الجراد مذاقه شهي ويشبه الجمبري، ومن الممكن تناوله مشويًا أو نيئًا، ولكن يجب التأكد من سلامته وأنه لم يتعرض لمبيدات حشرية من خلال متابعة الصحف ووسائل الإعلام، والخنفسة يتم تناولها بعد التحميص والطحن لسد الجوع لتفادى حالات الجفاف.
< كم عدد الرحلات التى قمت بها..وماذا عن نسبة الإقبال على الالتحاق بالمدرسة؟
قمت بعمل قرابة 100 رحلة من خلالها دربت الكثير من الطلاب الذين وصل عددهم إلى 500 شخص والآن جروب الفيسبوك تخطى الـ 20 ألف متابع، أما عن نسبة الإقبال فهى جيدة، خصوصا من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 30 عامًا؛ فنسبة الذكور تصل إلى 60% والفتيات 40%، مع العلم أنه لا يوجد أى اختلاف بينهما فى التعامل ولكل شخص الهدف الخاص به الذى يريد تحقيقه من خلال هذه الرحلة.
