بدون تردد

المراوغات الإثيوبية!! (١)

محمد بركات
محمد بركات

مرة أخرى مضطرون إلى القول بغياب أى بادرة لحسن النوايا من الجانب الإثيوبى، فى المفاوضات الخاصة بالسد،...، وهو ما يشير إلى صعوبة التوصل إلى تفاهمات إيجابية حول النقاط موضع الخلاف.
ومرة أخرى مضطرون إلى التأكيد على غيبة الإرادة السياسية الإثيوبية، الساعية للتوصل إلى حل للقضايا المعلقة بين دولة المنبع للنيل ودولتى المصب مصر والسودان.
هذا القول للأسف هو الترجمة الواقعية والصحيحة، للنهج الإثيوبى الدائم خلال المفاوضات طوال السنوات الماضية، والذى ظل مصراً على التمسك بأقصى درجات التعنت ورفض كل المقترحات الإيجابية المطروحة للحل والساعية للوصول إلى توافق حول المسائل المتعلقة بأسلوب ملء وتشغيل السد.
وذلك القول هو التفسير المنطقى الوحيد للمراوغات الإثيوبية المتكررة، وتنصلها المستمر عما يتم التوصل إليه وتراجعها الدائم عما يتم التوافق عليه.
وهذا للأسف ما قامت به إثيوبيا مرة أخرى، فور انتهاء جلسة القمة الأخيرة التى عقدت برعاية الاتحاد الإفريقى، والتى تم الاتفاق خلالها على السعى للتوصل إلى اتفاق ملزم قانونياً، بشأن ملء وتشغيل السد،..، فإذا بالجانب الإثيوبى يرتد للخلف ويعلن أن بلاده تسعى فقط لاتفاق استرشادى غير ملزم.
والتراجع الإثيوبى الجديد هو استمرار لذات النهج الذى سارت عليه طوال السنوات السابقة للمفاوضات، فى التراجع المستمر عما يتم التوصل إليه، وإصرارها على الرجوع والعودة إلى نقطة الصفر،..، وهو ما يؤكد إصرارها على التعنت الدائم، وسعيها لعرقلة الجهود الرامية للحل النهائى والشامل، الذى يحقق مصالح الدول الثلاث،...، وذلك بضمان حق إثيوبيا فى التنمية والحفاظ على حقوق مصر والسودان المشروعة والتاريخية فى مياه النيل.
«وللحديث بقية»