بدون تردد

ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢

محمد بركات
محمد بركات

اليوم تحتفل مصر بالعيد الثامن والستين لثورة يوليو ١٩٥٢، التى كانت وستظل علامة فارقة فى تاريخ مصر ومسيرة شعبها.
ورغم تعدد الآراء حول ثورة يوليو بالايجاب والسلب، إلا أن أحدا من المؤيدين أو المعارضين لها لا يستطيع ان ينكر على الاطلاق، أنها خلقت واقعا جديدا فى مصر امتدت آثاره الى المنطقة والعالم، وانها أحدثت متغيرات عديدة، وخلقت تيارا قويا ومتصاعدا من حركات التحرر والاستقلال فى المنطقة العربية والأفريقية،  امتدت آثاره الى جميع قارات العالم.
واليوم.. ونحن نطل على ما جرى فى مصر فى ذلك الزمان، نستطيع القول أنه مهما اختلفت الاراء حول ثورة يوليو ١٩٥٢ وأسبابها ودوافعها، وما أنجزته على ارض الواقع وما حققته من انتصارات أو اخفاقات،..، إلا انه لا يوجد خلاف بين المؤيدين لها او المختلفين معها، على أنها جاءت كضرورة فرضتها الظروف والتطورات السياسية والاجتماعية فى مصر.
وانها جاءت فى ظل الرفض الشعبى الكامل للاحتلال، والرغبة الكاسحة فى تحقيق السيادة الوطنية، والتطلع للاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية، والتطلع الى حياة ديمقراطية سليمة.
ولمن لم يعاصروا احداث ووقائع الثورة، ولم يقرأوا عنها بالتفصيل نقول ان قادتها حرصوا على صياغة أهدافها فى ستة مبادئ، واعتبروها معبرة عن ارادة الأمة ودافعا لتحرك الجيش وسببا للقيام بحركتهم المباركة، التى تحولت الى ثورة بعد حصولها على رضا الشعب والتفافه حولها وايمانه بها.
وفى هذا الاطار نجد توافقا فى الاراء بين الراصدين والمؤرخين على ان ثورة يوليو ٥٢ استطاعت ان تحقق الجزء الاكبر من المبادئ الستة الشهيرة التى نادت بها والتزمت بتحقيقها، وهى ،...، القضاء على الاقطاع والخلاص من الاستعمار والوصول للاستقلال والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة جيش وطنى قوى، كما خطت خطوات واسعة على طريق العدالة الاجتماعية.
كما يتفق هؤلاء المؤرخون ويتوافقون، على أن الثورة لم تستطع ان تخطو بجرأة وايجابية على طريق الديمقراطية، ويرون ان الحياة الديمقراطية السليمة ظلت هى الفريضة الغائبة فيما حققته ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.
«وللحديث بقية»