فى الصميم

الحرب على يوليو.. والصراع حول المستقبل

جـلال عـارف
جـلال عـارف

كالعادة.. تأتى ذكرى ثورة ٢٣ يوليو وهجوم أعداء مصر عليها لا يتوقف، وتقدير الغالبية العظمى من شعب مصر والشعوب العربية لثورتهم يتضاعف.
ولا يأتى ذلك من فراغ، فالحرب على ثورة يوليو ليست حربا على الماضى، وإنما هى عنوان للحرب على مستقبل مصر والعالم العربي.
أعداء مصر يريدون مصر التى كانت قبل الثورة،، ويصورون تلك الأيام التى كانت مصر فيها رهينة احتلال بريطانى وملكية استبدادية وحكم يمثل طبقة الخمسة فى المائة التى تسيطر على ثروات مصر، على أنها أزهى عصور تاريخ مصر الحديث!!.. نفس التاريخ الذى يقول إن ما كان قبل يوليو ٥٢ ما كان يمكن ان يستمر.. حيث الفقر يقهر أرواح الغالبية العظمى من الشعب، والاستعمار يتحكم فى مصير البلاد، والحكم لا يملك الا عجزة ووعوده التى كانت لاتزيد على مقاومة الحفاء التى كانت نبداً ثابتاً فى برامج كل الحكومات.. دون خجل ودون انجاز!!
حين تحركت طليعة جيش مصر فى هذا اليوم، كانت هى الاصدق فى التعبير عن كل شعب مصر الذى التف حولها منذ اليوم الاول. وحين بدأت مسيرة الثورة كان انجازها الأهم انها وعت جيدا انها الوريث لحركة وطنية عظيمة استهلمت من نضالها كل الأهداف التى سعت لتحقيقها.. بدءا من الاستقلال وطرد الاحتلال، الى استعادة قناة السويس، البدء فى بناء مصر كدولة حديثة بالعلم الذى وفرته لكل أبناء الوطن مجانا، وتعظيم الانتاج الصناعى والزراعى وتحقيق أعظم معدلات التنمية.. ثم بذهاب عائد هذه التنمية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعويض الفقراء عن سنوات الحرمان الطويلة.
الحرب ضد يوليو تستمر.. ليس فقط من أجل تخليص حسابات الماضى من جانب أعداء مصر وإنما لأن هناك على الدوام من لا يريدون لمصر أن تكون صاحبة قرارها، وان تمضى فى طريق التنمية وبناء القوة بمعناها الشامل.. وهناك من لا يريد لمصر ان تكون عائقاً وراء مؤامراته ضد الوطن العربى ولا ان تكون بوابة أفريقيا الى العالم.
لهذا تستمر الحرب على ثورة يوليو وعلى قائدها جمال عبدالناصر، ولهذا تبقى يوليو ـ فى ضمير الشعب ـ رمزا لنضاله الذى حقق الاستقلال وطرد الاستعمار واستعاد القناة المنهوبة وبدأ الثورة الصناعية على ارض مصر، وقبل ذلك كله كان العدل الاجتماعى هو الراية التى احتضنت الغالبية العظمى التى عانت طويلا، ومنحت كل ابناء مصر الفرص المتساوية ليبنوا مصر ويقهروا كل التحديات.