قصص وعبر| طلقها وردها دون علمها من أجل السفر إلى فرنسا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جلست الزوجة أمام هيئة أعضاء مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بإمبابة، وجهها الأبيض الشاحب المختفي في سحابة شعرها الأسود، وعيناه مرهقتين غائرتين، وبصوت ضائع قالت: من أجل فتاة فرنسية.. جوزي عيشيني معاه في الحرام دون علمي.
وانهمرت في بكاء شديد، واستطردت قائلة: عندما تزوجت منه منذ ١٨ عاما، وأنجبت منه ٤ بنات  كانت حياتنا عادية وتدهور به الحال بسبب الركود السياحي، حيث يعمل بمجال السياحة، لم اتركه، ووقفت بجانبه، وقمت ببيع كل مصوغاتي الذهبية لحين أن تأتي الأيام بجديد، وخلال تلك الفترة كان على علاقة بفتاة فرنسية بحكم عمله، وكانت تأتي كل ٤ سنوات إلى القاهرة،  في آخر مرة فوجئت به بطلب مني أن أقوم بتجهيز حقيبة سفره لأنه حصل على فيزا للسفر والعمل هناك بفرنسا ساعدته على ذلك تلك الفتاة.

 وسافر بالفعل، وأثناء قيامي بتوديعه كانت رأسي مثقلة بالتساؤلات، وتملكتني حالة من الشك والقلق، حيث أنه كان قد تقدم خلال الأربع سنوات للسفر لكنه كان يلقى بالرفض، وبعد مرور عدة أيام أثناء قيامي بترتيب دولاب الملابس، وقعت على رأسي المفاجأة كالصاعقة، عندما وقعت عيناي على قسيمة زواجه مني بتاريخ حديث، يردني إلى عصمته، بعدما قام بتطليقي، طلقة بائنة، كاد أن يغشى علي من هول المفاجأة، واكتشفت بأنه طلقني بالفعل، وأن قسيمة زواجه مني الحديثة مزورة، وقام أحد غيري بالتوقيع عليها، وأن البصمة الممهورة بها ليست بصمتي، ولكن الفجيعة الكبرى عندما أوضح لي بعض رجال الدين بإنني مطلقة منه بالفعل.

 وأجهشت الزوجة في بكاء مرير قائلة: إن ما يحزنني، ويمزق أحشائي أنه عاش معي كزوجين لمدة عام ونصف، وهو مطلقني، وعشت معه في الحرام دون أن اعلم،  بصوت يشوبه ألم وغصة تطلب من أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات، مطالبة بجميع حقوقها الشرعية، ونفقة بناتها الأربعة،  ونفقة متعة، والخلع منه، بعدما خدعها بهذه الطريقة، خاصة أيضا بعدما أجمع كل رجال الدين الذين أكدوا لها بأن الطلاق وقع بالفعل.