إنها مصر

وستبقى مصر حرة

كرم جبر
كرم جبر

الدول تحكم بهيبتها، ومن مكونات الهيبة القضاء المستقل، حارس العدالة والقانون والحقوق والحريات، وفى عز الأزمة ونفق المحنة وحكم الجماعة الإرهابية الباغية، لم يضعف قضاء مصر ولم يفرط ولم يخضع، وكان شوكة فى ظهر من أرادوا إضعاف الدولة، والنيل من هيبتها واستقلالها، ولم يقبلوا أن يكون الجلاد حكمًا أو حاكمًا، ولا أن يقفز الأراجوز أعلى من منصة القانون، ولا أن تكون أيديهم باطشة، يحركها حاكم مهزوز وجماعة ظالمة.
والدولة ليست حكومة ولا نظامًا ولا حزبًا ولا حاكمًا ولا زعيمًا، وإنما المؤسسات الوطنية التى ترسيها كالجبال، وأولها جيش مصر، الحارس الأمين على الشعب والأرض، ويدفع من أرواح ودماء أبنائه ثمنًا غاليًا، لتظل الرايات خفاقة فى السماء، وتبقى الأرض مصونة والشعب آمنًا وسالمًا.
جيش مصر خط أحمر، لأنه المنقذ الذى تنشق عنه الأرض فى المحن والأزمات، فيحمى البلاد ويصون الاستقلال ويحفظ أمن المصريين وسلامتهم، وترسخ هذا المفهوم ثبوت الجبال فى وجدان العسكرية المصرية، وبعد 25 يناير وما تلاها من أحداث صاخبة، حدث مثلها فى دول مجاورة، فمزقتها وأوقعتها فى أتون صراعات مهلكة، أما مصر فقد خرجت من المحنة سالمة، بأقل قدر من الخسائر، بفضل جيشها الذى حمى نفسه وأنقذ البلاد من الانهيار، وشكل حائط صد للذود عن سلطات الدولة الأخرى كالقضاء والشرطة.
ومن سلطات الدولة التى تحفظ هيبتها وقوتها أجهزة الأمن، بالمفهوم الحرفى لكلمة «أمن «.. الشرطة التى تعلى راية القانون وتصون حقوق الإنسان، لا تظلم ولا تتجبر ولا تنتهك، وترتدى فوق قبضة القانون الحديدية قفازًا حريريًا حتى لا تؤلم ولا تجرح، وتحترم روح القانون قبل نصوصه.. الشرطة التى بحثنا عنها بعد 25 يناير، لتنقذنا بعد أن ساد الخوف وانتشر المجرمون والبلطجية والعصابات، فنهبوا بيوت الناس وانتهكوا الأعراض وسرقوا السيارات.. الشرطة التى تحفظ هيبة الدولة هى التى تصون كرامة الشعب وتحميه من الخوف.
أرض مصر مقدسة ونذود عنها حتى آخر قطرة من دمنا، كانت وبقيت وستظل إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، الأرض هى العرض والحياة والموت، عشنا فوقها ولن يحتوينا إلا قبرها، ولن يتشرد شعبها أو تهتز تحت أقدامهم، ومن أجمل ما غنينا لها »‬دع سمائى فسمائى محرقة.. دع قنالى فمياهى مغرقة.. واحذر الأرض فأرضى صاعقة.. هذه أرضى أنا وأبى ضحى هنا.. وأبى قال لنا مزقوا أعداءنا.. أنا شعب وفدائى وثوره.. ودم يصنع للإنسان فجره.. ترتوى أرضى به من كل قطره.. وستبقى مصر حره.. مصر حره».
لدينا دولة عقدت العزم على قهر المستحيل، وتسابق الزمن لإصلاح كل الأوضاع، ولا يخفى الرئيس على الناس حقيقة التحديات وصعوبتها، ويطلب منهم الصبر والتحمل، مؤكدًا أن غدًا سيكون أفضل، ورئيس الدولة لا يروج لأحلام وردية ولا يسوق شعارات براقة، وإنما يصارح الناس، ويوضح لهم كيفية الخروج من النفق المظلم، وغالبية المصريين يثقون فيه ويقدرون جهوده وإخلاصه وصدقه.
ملحوظة : كتبت هذا المقال منذ فترة طويلة، وأشعر أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح.