فى الصميم

ومن ينقذ تركيا من الهوس الإردوغانى؟!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

فى بيان الخارجية المصرية ردا على صفاقة «بعض المسئولين الأتراك» فى الحديث عن الوضع الليبى بعد الموقف المصرى الحاسم إزاء الغزو العثمانى للأراضى الليبية.. كان لافتا الإشارة إلى «مغامرة الإدارة التركية بمقدرات الشعب التركى عبر التدخل والتورط فى أزمات الدول العربية لتعميقها وتعقيدها». كما كان لافتا التأكيد على حقيقة يعرفها الشعب التركى جيدا وهى أن المسئولين فى بلاده وهم يمارسون هذا السلوك غير الشرعى لا ينطلقون إلا من الولاء لمن يشاركونهم الإيدلوجية (أو الفكر الإخوانى المنحرف) حتى ولو كان الثمن هو إهدار موارد الشعب التركى وتهديد مصالحه.
هذه هى الحقيقة التى يتهرب منها إردوغان وهو يمارس حماقاته فى سوريا والعراق ثم ليبيا. ورغم القمع الذى تمارسه أجهزته ضد كل من يعارض هذه السياسات داخل تركيا، فإن مقاومة الهوس الإردوغانى تزداد، وفضح جرائم إردوغان لم يعد قاصرا على المعارضة، بل أصبح عاملا أساسيا فى تفجير حزب إردوغان نفسه.
وبالأمس استقال عدد من نواب حزب إردوغان (خمسة عشر عضوا) ومعهم عدد من رؤساء البلديات التركية الهامة من عضوية الحزب، معلنين انضمامهم إلى حزب حليفه السابق وخصمه الحالى (أوغلو) والتوقعات أن هذه الموجة الجديدة من الانشقاقات سوف تستمر وتتوسع.
رغم البطش الذى يمارسه إردوغان، فإن الوعى يزداد بين الأتراك بأن الهوس الإردوغانى يقودهم إلى أسوأ مصير. الاقتصاد يتهاوى وأحوال المعيشة تسوء بينما إردوغان وراء أوهام السلطنة والنفوذ، يرهن مصير البلاد بالولاء الإخوانى والتحالف مع عصابات الإرهاب. يهرب من مشاكله بإدخال تركيا فى مغامرات يدفع شعب تركيا ثمنها، ويعيث فى الأرض العربية فسادا جريا وراء أوهامه أو خضوعا لأيدلوجية فاسدة بهوس عثمانلى وانتماء أصيل لفكر الضلالة والإرهاب.. يمضى إردوغان لينشر الدمار والفوضى فى الوطن العربى. هل كان يتصور أن مصر يمكن أن تسكت على تهديد أمنها وأمن أشقائها فى ليبيا وباقى البلاد العربية؟
وهل يدرك المهووس العثمانلى ما أصبح الشعب التركى يدركه من أن بلاده قد أصبحت رهينة فى قبضة رجل يدمر مستقبل بلاده ويهدد مواردها على عصابات المرتزقة وميليشيات الإخوان التى تشاركه الحلم المستحيل فى دولة للإرهاب والاستبداد ترفع أعلام «السلطنة» البائدة!!