بدون تردد

الشيوخ.. والنواب!!

محمد بركات
محمد بركات

تتسارع الخطوات على الساحة السياسية الآن لاستكمال الإجراءات الخاصة بقيام مجلس الشيوخ الجديد، الذى يأتى تجسيداً وتنفيذاً للاستحقاق الدستورى، الذى ينص على العودة بالبرلمان المصرى إلى نظام الغرفتين، واحدة للنواب، وأخرى للشيوخ، وهو ما كان معمولا به حتى يناير 2011 تحت مسمى مجلس الشورى.
وفى تصورى أن وجود مجلس للشيوخ يمكن أن يكون بالفعل إثراء للحياة النيابية فى مصر، حيث انه يتيح الفرصة أمام البرلمان للقيام بدور أكثر إيجابية وأعمق أثرا من خلال الدراسة المسبقة المتآنية والأكثر جودة وشمولا وتفصيلا لمشروعات القوانين من جانب مجلس الشيوخ قبل صدورها عن مجلس النواب.
ولعلى فى هذا الإطار ووفق هذا التصور من المتحمسين والمؤيدين لوجود مجلس الشيوخ ومن المتطلعين بالأمل لأن يستطيع القيام بدوره المرتجى خير قيام، وأن يكون بحق إضافة جيدة وانطلاقة واجبة وقوية لتمكين السلطة التشريعية للقيام بواجباتها ومسئولياتها خير قيام.
ومن هذا المنطلق أرى أنه من المهم والضرورى، أن تقوم الاحزاب بدورها المأمول والواجب فى هذا المجال، من خلال عمليات التنسيق التى جرت بينها، وصولا إلى التوافق على التحالفات فيما بينها لخوض الانتخابات تحت قائمة موحدة، فى الدوائر الأربع التى ستجرى الانتخابات فيها بنظام القوائم.
وأرجو أن تكون هذه التحالفات معبرة تعبيرا صادقا عن طموحات المواطنين، من خلال برامج واقعية تمثل رغبات الجماهير فى الشارع المصرى.
ولعلى لا اتجاوز الواقع، إذا ما قلت اننى آمل أن تشهد الحياة النيابية نشاطا كبيرا فى المرحلة القادمة، خاصة بعد أن انتهينا خلال السنوات الست الماضية من مرحلة تثبيت قواعد الدولة، وتمكين مؤسساتها وسلطاتها الرئيسية من القيام بدورها الفاعل وعلى رأسها السلطة التشريعية.
ومن المؤكد أن هذا الدور قد تعرض لاختلال واضطراب كبيرين فى ظل العواصف العاتية التى تعرضت لها الدولة المصرية فى يناير 2011،..، وهو ما ترك لدى البعض انطباعا بغياب قوة الأداء عن المجلس النيابى خلال بعض الفترات فى دورته الحالية التى شارفت على الانتهاء.
ولكنى رغم ذلك أعتقد بأن المجلس النيابى قد أدى دورا ايجابيا ليس بالقليل فى ظل الظروف الفارقة بل وبالغة الدقة والحساسية التى مرت بها البلاد خلال هذه الدورة.
واحسب أن من يحكمون على الأداء النيابى بغير هذا لم يضعوا فى اعتبارهم هذا الجانب رغم أهميته وتأثيره،..، ولكنى أيضا انضم إليهم فى الأمل والتفاؤل بدور نيابى قوى وفاعل ومؤثر للبرلمان من خلال مجلس الشيوخ والمجلس النيابى القادم بإذن الله.