حكايات| متلازمة رائحة السمك.. شعور مؤلم بـ«العفن» تخففه وصفات العطارين

متلازمة رائحة السمك.. شعور مؤلم بـ«العفن» تخففه وصفات العطارين
متلازمة رائحة السمك.. شعور مؤلم بـ«العفن» تخففه وصفات العطارين

في قمة الاستمتاع بالسمك وعشقه يبدو الأمر مختلفًا لبعض البشر حين يصبحون مصابين بمرض وراثي، غالبًا ما تظهر أعراضه منذ الولادة، ومعها يشعر الإنسان برائحة منفرة للجسم تتمثل في رائحة الأسماك المتعفنة.

 

أما السر وراء هذا الشعور فيعود إلى إفراط الجسم في إفراز «بيلة ثلاثي ميثيل أمين البولية TMA» في البول والعرق والتنفس للأفراد المصابين بالمتلازمة.

 

وفي هذه الحالة يكون الجسم في حالة اضطراب تجعله غير قادر على تحطيم «ثلاثي ميثيل أمين»، وهو مركب مشتق من النظام الغذائي الذي يحتوي على رائحة قوية من الأسماك المتعفنة.

 

ويمكن أن تحدث «متلازمة رائحة السمك» لأسباب أخرى نتيجة زيادة البروتينات في النظام الغذائي، أو بسبب زيادة البكتيريا التي تنتج عادة تريميثيل أمين في الجهاز الهضمي والذي قد يجعل الوضع أسوأ أيضًا.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| ملوك القطن والإبرة.. منجد الشارع يصارع الزمن و«الصناعي»

 

هناك أمراض أخرى لها دور في ذلك، كأمراض الكبد والكلى، وكذلك سوء النظافة والتهاب اللثة وحالات البخر الفموي المنقولة بالدم، بحسب ما أكده خبراء لموقع «medicinenet». 

 

وأصبحت الآن بعض المختبرات المتخصصة توفر اختبارات تشخيصية تساعد على التمييز بين متلازمة رائحة السمك والأسباب الأخرى لرائحة الجسم.

 

 

الدكتور عمرو ماجد، أخصائي الجهاز الهضمي والكبد، تحدث بدوره عن هذه المتلازمة مؤكداً أنه في بعض الأحيان قد يكون اضطراب وظائف الكبد عامل مسبب لهذه المتلازمة، والذي يكون نتيجة نقص في إنتاج إنزيم «أحادي الأوكسجينيز 3 الحاوي للفلافين»، الذي يعمل على تحويل مادة «ثلاثي ميثيل أمين»، بعد هضم بعض الأغذية، إلى أكسيد ثلاثي ميثيل أمين.

 

ويعمل نقص الأنزيم على تراكم «ثلاثي ميثيل أمين» في الجسم وإفرازه في العرق، والبول، والزفير مضفياً عليها رائحة تشبه رائحة السمك الفاسد، حيث لا يوجد – بحسب الدكتور ماجد - علاج لهذا المرض حتى اليوم، ولكن يمكن تخفيف حدة الرائحة بتجنب تناول البيض، والأسماك، وبعض أنواع اللحوم.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| باباي» ضحك علينا.. «السبانخ» ليست بقوة الحديد الخارقة

 

لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن مرض «متلازمة رائحة السمك» لا يمثل تهديدًا مباشرًا على الحياة لكن له آثار نفسية اجتماعية كبيرة يجب عدم تجاهلها.

 

فعندما يتراكم ثلاثي ميثيل أمين في الجسم، فإنه يتسبب في اختلاف شدة هذه الرائحة بمرور الوقت، مما يجعلها تتداخل مع العديد من جوانب الحياة اليومية، وبالتالي يؤثر ذلك على علاقات الشخص بحياته الاجتماعية والوظيفية، مما يجعل المريض يعاني من الاكتئاب والعزلة الاجتماعية عن الاخرين أو البيئة المحيطة بسبب هذه الرائحة السيئة.

 

 

وهناك أعراض أخرى لـ«متلازمة رائحة السمك» تظهر بشكل مؤقت في عدد صغير من الأطفال الخدج والنساء الأصحاء في بداية الحيض، وأحيانا بسبب عدم نضج التعبير الجيني FMO3 الخاطئ.

 

يشمل علاج متلازمة رائحة السمك بعض القيود الغذائية، واستخدام المستحضرات الحمضية والصابون لإزالة مادة «التريميثيلامين» المفرز على الجلد، واستخدام الفحم النشط والكلوروفيللين النحاسي، وبعض المضادات الحيوية، والملينات، ومكملات الريبوفلافين.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| بطولات مملكة النحل.. مشهد حقيقي لصد «دبور» من الغزاة

 

وما بين هذا وذاك يشير دكتور أحمد الغريب الأستاذ المساعد بكلية الزراعة جامعة الأزهر، إلى أنه يمكن استعمال بعض الأعشاب لإكساب الجسم روائح ذكية وذلك من خلال إضافة بعض الأعشاب أو الزيوت العطرية لماء الاستحمام مثل: أوراق اللافندر - أوراق البرتقال - ماء الورد - زيت النعناع - زيت نبات العطر - زيت الياسمين.

 

أما النصيحة الأبرز فتتمثل في تناول كوبين من مغلي بذور الشمر يوميا ليساعد على خروج العرق بدون روائح كريهة، وكذلك يمكن تمرير خل التفاح المخفف بالماء أو الشبة المطحونة في منطقة تحت الأبط لمقاومة البكتريا التي تحلل العرق وتغير رائحته.

 

ولا يمكن نسيان أهمية دعك منطقة الأبطين بالسطح الداخلي لثمار الخيار حيث تحتوي عصارة الخيار علي عنصر الماغنسيوم المقاوم للبكتيريا، وتناول شاي الميرامية لتأثيره القابض والمقلل لعرق الجسم، وأيضا إضافة القرنفل والحبهان للطعام، وأخيرا تجنب أكل البصل والثوم والكرنب ومنتجات الألبان.