بدون تردد

عشوائية الفكر والأداء!!

محمد بركات
محمد بركات

العشوائية ببساطة تعنى غيبة التنظيم وغياب التفكير العقلى المرتب، وهو ما يتم قيامه ويتحقق وجوده فى ظل الارتجال فى الفعل والأداء، دون اعداد ودون تخطيط مسبق، ودون رؤية صحيحة لما هو قائم وتصور مدروس وواضح لما يلزم عمله أو القيام به وصولا لما يستهدف تحقيقه.
وفى ظل ذلك النمط من الفعل والأداء العشوائى، يغيب الأمل فى امكانية وجود أى تقدم أو ارتقاء، أو حتى مجرد تحسن فى أى شأن من الشئون، أو أمر من الأمور، نظرا لانتفاء القدرة ومن قبلها الرغبة فى احداث أى نوع من التغيير لما هو قائم بالفعل.
بل وفى غالب الأحيان يكون الركون الى ما هو قائم هو الفعل السائد، ويكون الاستسلام الى الواقع بل وتمنى استمراره على ما هو عليه، هو أفضل الخيارات المتاحة، فى ظل المخاطر المترتبة أو حتى المحتملة على الاقدام على أى فعل عشوائى، قد يؤدى الى زيادة الطين بللا أو «بلة».
هذا هو مايحدث للأفراد، وذلك هو الغالب، ان لم يكن الدائم والمسيطر، على مسيرة حياتهم المضطربة وغير الجيدة ولا الحسنة فى  شقيها العام والخاص، إذا ما كانوا من المبتلين بالتفكير العشوائى والفعل والأداء الارتجالى.
ولان ما يجرى للافراد يمكن ان يسرى ايضا على المجتمعات والشعوب والدول ،...، لذا فإن نفس المآل وذات المصير المضطرب هو ما يمكن ان تصل إليه الشعوب والدول، التى يغلب عليها هذا النمط من التفكير العشوائى أو يسود فيها الفعل والأداء الارتجالى.
وفى ظل ذلك.. تنشأ العشوائيات، وتنتشر وتستشرى فى كل مكان وعلى مستويات كثيرة ومتعددة، وتصبح هى السمة الغالبة والصبغة العامة السائدة فى كل المناحى والسبل اللازمة لضمان الحياة الكريمة للمواطنين سواء فى وفرة الانتاج أو جودة الخدمات،...، والتى يضطر الكل الى التعايش معها والقبول بها، إلا من رحم ربى، على أمل أن تحدث استفاقة.
«للحديث بقية»