خواطر

«الأسمرات» من الضياع والعدم إلى دنيـا.. الحيــاة والمسـتقبل

جلال دويدار
جلال دويدار

نعم. البناء العشوائى.. قرين الفساد وحليف الفقر والفوضى. ارتباطا فلا جدال انه شىء مبهج يدعو إلى السعادة والتفاؤل بالمستقبل.. هذا المشروع الانجازى الحضارى الذى افتتحه الرئيس السيسى أول أمس. إنه يتمثل فى تسليم وحدات المرحلة الثالثة لمشروع إسكان الأسمرات لسكان المناطق العشوائية التى سيتم ازالتها.
ما تم يعد خروجا لهؤلاء المواطنين من حياة العدم  والضياع حيث لاحياة إلى دنيا جديدة تنبض بالحياة والآمال والتطلعات. هذا المشروع هو جزء من مخطط تبنته دولة ٣٠ يونيو لإنهاء محنة انسانية ووطنية تحكى قصة تحالف ثلاثى بين الفقر والفساد والفوضى.
ماحدث من فوضى فى بناء هذه العشوائيات جرى فى غياب كامل لوجود الدولة على مدى عدة عقود. المشكلة وليدة الهجرة العشوائية من المحافظات الريفية قادمة من الصعيد إلى القاهرة والمدن بحثا عن لقمة العيش المتعذر الحصول عليها فى مواطنهم الريفىة. هذا الأمر يعود أساسا إلى سوء التخطيط فى توزيع الاستثمارات والانشطة حيث فرص العمل.. نتيجة السماح بتجمعها فى القاهرة والاسكندرية والمدن.
إنه وبكل المقاييس قرار جريء وشجاع الذى اتخذته القيادة السياسية لدولة ٣٠ يونيو باقتحام هذا الملف. انه يقضى بالتحرك لإنهاء مشكلة المساكن العشوائية جذريا. خصصت لتمويل هذا المشروع القومى العملاق مئات المليارات من الجنيهات مستهدفة به ثورة اجتماعية وانسانية فى حياة مئات الآلاف من الأسر الأكثر فقرا.
لم تقتصر المبادرة على بناء الحوائط ولكنها شملت توفير وسائل وأجهزة الحياة المعيشية الحديثة بالاضافة الى المنشآت الخدمية لايمكن أن يكون خافيا على أحد أن وراء ما حدث.. هوالفساد المستشرى فى الأجهزة المعنية برقابة ومتابعة البناء فى المحليات.
من هذا المنطلق جاء تحذير الرئيس خلال مراسم تسليم مساكن الأسمرات بأن هذه الفوضى وهذا الفساد لم يعد لهما مكان. هذا سيتحقق مع  التطبيق الحازم لقوانين البناء والتنظيم وتفعيل قوانين المحاسبة لأى شبهة فساد فى التعامل مع هذه المنظومة.
أخيراً أقول هنيئا لهؤلاء المواطنين الذين تسلموا هذه المساكن المطالبين بالحفاظ عليها. فى نفس الوقت لايفوتنى تحذير الفاسدين وانذارهم بأن الدولة جادة فى تعقبهم حيث ينتظرهم العقاب الشديد.