فى الصميم

وسط الأزمة.. فرص للتقدم

جـلال عـارف
جـلال عـارف

تنشيط السوق أمر ضرورى لكى يتجاوز الأثار الاقتصادية السلبية لأزمة كورونا التى أطبقت على العالم كله. رحلة التعافى لن تكون سهلة. جيد ان اقتصادنا استطاع تحمل آثار الأزمة حتى الآن واحتفظ بقدرته على النمو وإن كان بنسبة أقل مما كنا نقدرها. وجيد ان تجاوزنا ظروفا قاسية تحملنا فيها عبء غياب موارد أساسية مثل موارد السياحة، وتوقف الانشطة الاقتصادية فى الداخل وتراجع فرص التصدير.. فى وقت كانت الأعباء تزيد ومواجهة الفيروس الشرس تأخذ كل الأولوية الآن.. علينا ان نستعيد كامل النشاط الاقتصادى فى ظل تحديات كبيرة، ومع إدراك أن العالم كله سيظل يعيش مع الآثار السلبية لأزمة كورونا لفترة طويلة، وأن حركة التجارة العالمية ستظل متأثرة بالأزمة، وان حركة السياحة والطيران ستأخذ وقتا حتى تستعيد عافيتها فى العالم كله.
تحريك السوق المحلى أكثر من ضرورى لمواجهة آثار فترة التوقف، وللدفع بالدماء فى شرايين الاقتصاد الوطنى والحوافز التى تقدمها الدولة كبيرة والتخفيضات فى الاسعار ستكون مناسبة للمستهلك وللمنتج فى وقت واحد.. لكن الأهم ان يدرك الجميع أكبر من ان تكون مهرجانا للتسوق. القضية الاساسية هى إعطاء دفعة للانتاج الوطنى الذى يواجه تحديات صعبة، لكنه ـ فى نفس الوقت ـ يملك فرصة كبيرة للنمو والتطور.
أنتاجنا الوطنى يواجه ظروف الركود العالمى التى تؤثر على التصدير ويواجه ايضا عمليات إغراق الاسواق تقوم بها الدول الأخرى فى محاولة لتصريف منتجاتها والحفاظ على قدراتها التصديرية. الاغراق يشمل كل السلع.. من الحديد حتى «اللبنة»  وشبشب زنوبة وملابس «البالة»!!
الانحياز للانتاج الوطنى لابد ان تكون له الاولوية القصوى، الدولة اتخذت كل الاجراءات لمساعدة المنتج الوطنى ولتشجيع المستهلك على دعم إنتاج بلاده. والمنتج الوطنى لابد ان يكون حريصا على تقديم الافضل دائما وان يدرك ان أمامه فرصة لاتعوض لكى ينمو ويتطور ويقدم الانتاج الأكثر كفاءة من المستورد.. والقادر على ان يسد حاجة السوق المحلى وأن ينافس بجدية فى الاسواق الخارجية.
نستطيع معا ان نخلق من الأزمة.. فرصة جيدة للنهوض بانتاجنا الوطنى وخاصة فى الصناعة والتكنولوجيا، والبداية دائما ان ننتج الافضل، وأن نستهلك مما تنتجه أيدينا، وأن نفخر على الدوام بكل ما صنع فى مصر.