كلمة

الحق فى الحياة

عيسى مرشد
عيسى مرشد

يقول الحق سبحانه وتعالي فى محكم التنزيل «وجعلنا من الماء كل شىء حي» صدق الله العظيم. فالمياه مثلها مثل الهواء لايستطيع الانسان أو أى كائن حي العيش بدونها ومن اجل التغلب على المصاعب والتحديات التى تواجه مصر فى سبيل توفير المياه اللازمة لحياة اكثر من ١٠٠مليون مصرى فلابد من اتخاذ كافة الوسائل والتدابير لتحقيق هذا الهدف الذى يعد دفاعا عن الحق فى الحياة.
 ومن اجل مجابهة الشح المائى الذى تواجهه مصر بسبب عدم كفاية حصتها من مياه النيل لاحتياجاتها الضرورية فلا سبيل أمامنا إلا الحفاظ على حقوقنا التاريخية وحقوقنا المكتسبة فى مياه النيل والعمل على زيادتها مهما كلفنا ذلك من تضحيات.  وحيث ان حصة مصر من مياه النيل لاتكفى الا نسبة ٤٠٪‏ من الاحتياجات الأساسية للشعب العظيم فإن مصر تجتهد فى البحث عن مصادر اخرى متعددة ومتنوعة لاستكمال هذه الاحتياجات فإنه مطلوب من كل مواطن على ارض المعمورة مساعدة الدولة فى تدبير وتوفير هذه الاحتياجات نذكر منها على سبيل المثال عدم استخدام مياه الشرب فى غسيل السيارات ورى الحدائق ورش الشوارع، أيضا التوسع فى عمليات معالجة مياه الصرف الزراعى والصناعي والصحى واستخدام أحدث التكنولوجيات العالمية فى هذا المجال حتى يمكن اعادة استخدام هذه المياه فى الشرب وزراعة المحاصيل الغذائية وعلى رأسها القمح والأذرة والشعير وهذا معمول به فى معظم الدول المتقدمة. ولايقل اهمية عن ذلك الحفاظ على مخزون مصر من المياه الجوفية وتطوير أساليب الرى خاصة فى الدلتا القديمة «وتحويلها من أساليب الري بالغمر إلى أساليب الرى بالرش والتنقيط» أيضا تحويل دورات المياه وأماكن الوضوء بالمساجد والزوايا إلى دورات مياه عمومية منبتة الصِّلة ومنفصلة تماما عن المساجد والزوايا واسناد ادارتها إلى شركات متخصصة فى المياه والصرف والنظافة والتعقيم الامر الذى يحولها إلى أماكن حضارية وألا تكون مصدرا للتلوث والعدوى.
 هذه بعض الوسائل التى يمكن اتخاذها عاجلا لمواجهة النقص فى احتياجاتنا من المياه وفِى هذا الإطار فانه ينبغى على الحكومة ان تقوم بمراجعة عدد من النواد الرياضية التى تستخدم المياه فى بعض الرياضات ويجب ان تتحمل وتتكفل هذه الأندية التكلفة الفعلية لهذه المياه سواء أكانت من مياه النيل او من مخزون المياه الجوفية أو المياه المعاد تدويرها.  وقبل أن اختتم أودّ الإشارة إلى مقولة المؤرخ العالمى والعظيم هيرو دويت ان مصر هبة النيل فهذه حقيقة ساطعة فلولا النيل ما كانت مصر وكلنا يعلم ان مصر تعيش علي ٥٪‏من مساحتها البالغة مليون كبلو متر مربع ومياه النيل لاتكفى لاستخدام ٥٪‏ من هذه المساحة اى ان هناك اكثر من ٩٥٠ الف كيلو متر مربع صحراء جرداء ولا تستطيع مصر الاستفادة منها عن طريق التوسع الافقى فى الزراعة بسبب شُح المياه.
 من هنا مطلوب من كل مواطن الاستعداد للتضحية بكل غال ونفيس للحفاظ على حق مصر فى الحياة.