من وراء النافذة

جوائز الدولة والثانوية

هالة العيسوى
هالة العيسوى

سعدت كثيرًا بتوجيهات الرئيس السيسى للأجهزة المعنية بملاحقة فساد المحليات ومخالفات البناء. وكم تمنيت أن تنتبه وزارتا الثقافة والتعليم لفكر الرئيس فتلاحقا الفساد قبل ان يوجه لهما الرئيس ملاحظاته، وأن يعلن كل وزير مبادرته بالتحقيق فى وقائع بعينها من شأنها أن تلوث سمعة أهم نشاطين يقومان بهما، فلدى كل منهما معلومات عن هذه الوقائع. على مكتب وزيرة الثقافة شكوى من ثلاثة محكمين فى جوائز الدولة التشجيعية فى الآداب فرع نقد النص الشعرى أوصوا بحجب الجائزة فى هذا الفرع مقابل اثنين أحدهما مقرر لجنة الفحص أوصيا بمنح الجائزة للعمل الوحيد المتقدم لنيل الجائزة.وفوجئ الثلاثة بإعلان النتيجة بالمنح على غير المعمول به من أخذ برأى أغلبية الأصوات، وبخلاف ما أبلغهم به مقرر اللجنة بأنه تم رفع التقرير النهائى إلى أمانة الجائزة والمجلس الأعلى للثقافة بالحجب. تقدم الأساتذة الثلاثة بشكوى للمجلس الأعلى للثقافة وللوزيرة شخصيا للتحقيق فيما جرى.. الوقائع جميعها بالمستندات والتفاصيل المخزية نشرتها فى مجلة أخبار الأدب فى عدد الأحد 28 يونيو الماضى ومايزال عندى المزيد مما لم ينشر.
بعيدًا عن تجاذبات الوسط الثقافى علينا أن نعترف بأن اى خدش فى سمعة ونزاهة جوائز الدولة بكل قيمتها المعنوية ومكانتها الدولية ينال من سمعة الوطن وسمعة مصر، كما ان التلاعب فى تقارير قامات أكاديمية وثقافية وأساتذة أجلاء اسندت لهم الوزارة هذه المهمة التحكيمية أمر معيب يطيح بكل القيم المفترض ان يتحلى بها حاملو مشعل الثقافة والمهيمنون عليه.
وعلى مكتب وزير التعليم وقائع تسريب متواصل حتى كتابة هذه السطور لامتحانات الثانوية العامة بإجاباتها النموذجية بعد بدء لجان الامتحان بعشرين دقيقة. يحصل الطلاب على الإجابات بواسطة سماعات خاصة متصلة بالتليفونات المحمولة المفترض منع دخولها إلى اللجان. يتم تنظيم الاشتراكات عبر جروبات سرية على الواتس آب مقابل ألفين من الجنيهات للمادة الواحدة. وقد نشرت التفاصيل الكاملة فى مقال على حسابى فى موقع الفيس بوك يوم الجمعة الماضى وأشرت فيه إلى استمرار عمليات الغش الجماعى والتسريب بلا رادع، لا سيما ان الطلاب الذين تم تصويرهم فى اليوم الأول بامتحان اللغة العربية ليسوا الوحيدين الذين قاموا بالغش، كما انهم وأمثالهم يستندون إلى منظومة فساد كاملة يشارك فيها عناصر من الكنترول تقوم بتسريب نسخة البوكليت وعناصر اخرى من المدرسين يقومون بتوفير الإجابات النموذجية وعناصر "الدليفري" التى تقوم بتوصيل الإجابات للمشتركين فى خدمة الغش الجماعي.
بعد نشرى على الفيس بوك توالت منشورات الفيسبوكيين لصور محادثات بين الطلاب من داخل اللجان وبين مقدمى الخدمة خارجها. والأدهى ان تم نشر هذه "البوستات على موقع الثانوية العامة التابع للوزارة مشفوعة بصور الغشاشين ولم تمر دقائق حتى تم رفع الصور! لمصلحة من هذا التكتم؟ ومن يضمن عدالة نتائج الطلاب الشرفاء الذين اجتهدوا مقابل زملاء لهم لم يحصّلوا أى قدر من الاستذكار لكنهم سيحصلون على الدرجات النهائية بالغش والمال ونفوذ أهاليهم؟
 كنت أتمنى أن يبادر كل من وزيرة الثقافة ووزيرالتعليم بالإعلان عن فتح تحقيقات شفافة، أو تحويل تلك الوقائع للنيابة العامة بدلا من الصمت المريب.