عاجل جدا

وعى الشعب أو الموت جوعا

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

 

 فى انجلترا تعرض أحد مشجعى مانشستر يونايتد للفصل من وظيفته بعدما التقط صورة سيلفى مع لاعب الفريق الجزائرى الشهير رياض محرز،دون أن يراعى فى الصورة قواعد التباعد الاجتماعى التى أقرتها الحكومة البريطانية بناء على تعليمات السلطات الطبية.
وبالمناسبة، العامل فقير، ولديه خمسة أبناء، ولكن هذا لم يشفع له، بل إن مدير المجمع السكنى الذى يعمل به العامل قال فى تبريره لقرار الفصل: «سلامة وأمن الجميع فى مواقعنا لها أولوية وأهمية قصوى» الحسم هو الضمان الوحيد لتحقيق الالتزام، والا اصبحت القوانين والقرارات والاجراءات،مجرد حبر على ورق.
ونحن الآن فى أشد الحاجة لهذا الحسم فى مواجهة أى إخلال بالاجراءات الاحترازية بعد قرار الحكومة بإنهاء الحظر وعودة الحياة تدريجيا لطبيعتها، هو قرار لم يكن له بديل آخر،فأنشطة الحياة لا يمكن أن تبقى مشلولة أكثر من ذلك.
ورغم خطورة الموقف، ووقوفنا جميعا حكومة وشعبا فى حالة قلق وترقب، إلا أن الصورة ليست قاتمة تماما، فهناك تجارب كثيرة أثبتت فيها الشعوب وعيها واستطاعت بالتزامها الشديد أن تتغلب على انتشار المرض رغم الاستمرار فى ممارسة أنشطة الحياة المختلفة، كما حدث فى تايوان وكوريا الجنوبية وغيرهما.
وهناك شعوب أخرى كانت ترى الحظر عقابا، وبمجرد انهائه نسيت كل المخاوف، ولم تعد تفكر الا فى تعويض ما فاتها والاستمتاع بكل لحظة حرية!!، والعودة لكل الأنشطة الحياتية والترفيهية، وكأن الخطر زال، أو كأننا كنا نلتزم بالبقاء فى بيوتنا خوفا من الحكومة، وليس حماية لأنفسنا ولأهلنا، من خطر يتربص ويهدد وينقض ولا يرحم.
الردع هو الحل الوحيد فى مواجهة أى اخلال فى تطبيق القرارات الاحترازية، بعيدا عن الطبطبة والنحنحة تحت شعار المبررات الانسانية، فالخطأ والتهاون فى التطبيق سيكون ثمنه مزيدا من الانتشار للمرض، ومزيدا من حصد الأرواح،وهذه هى الاعتبارات الانسانية الوحيدة التى يجب النظر لها، وعلى المثقفين دور كبير فى دعم الوعى وشرح الموقف لرجل الشارع البسيط،ليس على شاشات التليفزيون فقط بل فى الشوارع، والمطاعم،و المينى باص،والسوبر ماركت،والبنوك،والنوادى والمستشفيات وغيرها،علينا ان نتصدى للأخطاء فى كل الأماكن التى تجمعنا، وعلينا أن نشرح للناس ونطلب منهم الالتزام بالتباعد وبالاجراءات وبالماسك والمطهرات وبكل الاجراءات.
علينا ان نساعد بعضنا لضمان سلامتنا وحمايتنا، حتى لا يضر اهمال فئة قليلة، بشعب بأكمله.
يبقى سؤال أخير: لماذا لم تتخذ ادارة مانشستر يونايتد اجراء عقابيا ضد رياض محرز لأنه ايضا لم يراع قواعد التباعد الاجتماعى فى الصورة السيلفى؟؟!!!

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي