كلام مسئول

ألكساندر دو جونياك

ألكساندر دو جونياك
ألكساندر دو جونياك

ألكساندر دو جونياك

على مدى العقود الماضية، اكتسبت شركات الطيران ثقة المسافرين لتوصيلهم بأمان إلى جميع وجهاتهم، إلا أن أزمة فيروس كورونا غيرت حيثيات هذه العلاقة حيث باتت مسألة الثقة مرتبطة بشكل وثيق بالصحة الشخصية والحرص على عدم انتقال العدوى خلال السفر جواً.
أدى فيروس كورونا إلى تراجع طلب المسافرين جواً فى منطقة الشرق الأوسط لأكثر من 56% فى العام 2020 على أساس سنوى لشركات الطيران و47% بالنسبة للمطارات. وعلى الرغم من ذلك، تشير الأبحاث إلى أن سكان المنطقة مستعدون للسفر مجدداً لاكتشاف العالم والالتقاء بالأصدقاء والعائلة، ومواصلة زيارة شركائهم وأعمالهم، مؤكدين أن ذلك لن يتحقق إذا افتقد القطاع للعامل الأهم ألا وهو السلامة والأمان.
شهدنا خلال الأسابيع الماضية تعاونا كبيرا بين منظمة الطيران المدنى الدولى (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة من طرف، والمطارات وشركات الطيران والحكومات والخبراء من قطاع الرعاية الصحية من طرف آخر، لتطوير خطة متكاملة تضمن إعادة إطلاق قطاع الطيران بشكل آمن على الرغم من التحديات الناجمة عن أزمة كورونا، فكانت الخطة واضحة كعنوانها: "الإقلاع": "إرشادات السفر الجوى خلال أزمة الصحة العالمية كورونا"، والتى تتوافق مع خارطة العمل التى وضعها الاتحاد الدولى للنقل الجوى "إياتا".
نعى أنه لا يوجد حل أمثل فى الوقت الحالى طالما نفتقد للقاح ضد هذا الفيروس. ولكن العمل وفق نموذج مرن من التدابير التدريجية خلال جميع مراحل الرحلة يمكن ان يكون له أثر تراكمى يقلل من مستويات تفشى الفيروس ومخاطر انتشاره.تبدأ هذه الإجراءات بحماية سلامة المسافر فى المطار حيث تكمن الأولوية فى منع المسافرين الذين تظهر عليهم عوارض المرض من السفر. بالإضافة إلى الاستمرار فى تشجيع المسافرين على اتخاذ المسئولية والبقاء فى المنزل عند الشعور بالتعب أو المرض، وذلك فإن التدابير المفروضة كفحص درجة حرارة الجسم فى المطارات ضرورية ليس فقط للتحكم بعدم انتشار الفيروس بل أيضاً للقضاء عليه. إن أقنعة الوجه ستكون من المتطلبات الرئيسية خلال السفر، حيث تشير الدراسات إلى أن الفيروس ينتشر بشكل أكبر عبر الأشخاص الذين لا تظهر عليهم علامات المرض، وأن ارتداء الأقنعة قد يقى من انتشاره بين الأشخاص حتى لو لم يكونوا مصابين به، ولذلك سنشهد ارتداء موظفى شركات الطيران للأقنعة طوال الوقت وحرصهم على أن يرتدى جميع الركاب قناع الوجه فى جميع الأوقات وحتى الوصول إلى وجهاتهم.
تعتمد الدرجة الثانية من التدابير على السرعة فى عمليات الفحص وإجراءات السفر، وذلك لتجنب الازدحام فى المطارات قدر المستطاع، مما يتطلب من كل مسافر القيام بتسجيل الدخول للطائرة قبل وصوله للمطار وطباعة التذكرة والتذكرة الخاصة بالأمتعة فى المنزل ثم القيام بتثبيت ذلك فى الأكشاك ذاتية الاستخدام.
لتحقيق معدلات حماية أكبر، سنشهد تركيب قواطع من الزجاج المقوى فى المطارات التى ستعمل كعازل لتقليل الاحتكاك بين المسافرين والعاملين فى المطارات ونعمل فى الوقت الراهن على توفير حلول أكثر عملية بالنسبة لطوابير الانتظار وغيرها من الإجراءات التى تحقق مسافات التباعد الاجتماعى المطلوبة. كما نعمل على إعادة تنظيم عمليات الصعود والنزول من الطائرة بشكل أكثر كفاءة، وتبسيط الخدمات على متن الطائرة فى إطار مساعينا إلى تقليل احتكاك أطقم الطيران بالمسافرين، وتقليل التجمعات على أبواب مرافق الطائرة.
وتعد هذه الخطة ضرورية لإعادة إطلاق قطاع الطيران حتى مع استمرار تسجيل حالات مصابة بالفيروس، وندعو جميع الحكومات إلى توفير الدعم العاجل لشركات الطيران والامتثال لإرشادات خطة (إيكاو).
 > المدير العام والرئيس التنفيذى للاتحاد الدولى للنقل الجوي

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي