مصرية

أزمة نفسية

إيمان همام
إيمان همام

مصر تعيش الآن مرحلة من أصعب مراحل تاريخها الحديث والقديم أيضا، فكل ما نراه اليوم أعد له مسبقا، فنحن أمام مؤتمرات  تشارك فيها أطراف كثيرة، ورغبة اثيوبيا فى قيادة الحزام الافريقى الموالى للغرب، لانها تعانى أزمة نفسية من مصر، ويدرك الجميع أن مصر واجهت مؤامرة دولية تهدف إلى تجويع وتعطيش المصريين، حيث فكرت قوى استعمارية فى منع مياه نهر النيل من الوصول إلى مصر، فمن الوقائع التاريخية حدثت محاولة من الاستعمار البرتغالى فى القرن السادس عشر لخنق مصر اقتصاديا وضرب الملاحة فى المحيط الهندى وباب المندب على حدود البحر الأحمر وتعطيش المصريين، وضرب تجارة المماليك، ففى سنة ١٥١٣م دخل القائد البرتغالى «البوكيرك»، البحر الأحمر واتفق مع ملك الحبشة الذى  كان شديد التشوق لتحويل مجرى النهر ليحرم مصر من المياه، ولكن احلام «البوكيرك»، تحطمت، كما حاولت فرنسا بواسطة الملك لويس الرابع عشر تحويل مجرى النيل الأزرق حيث اتفق مع «ياسو»، ملك الحبشة سنة ١٧٠٥م وأرسل حملة بقيادة المسيو «لانو» محملا بالهدايا، فأرسل المصريون إلى مملكة «سنار»، قوة قامت باعتراضه وقتله ومن معه، وكانت الواقعة سببا فى حرب بين الحبشة وسنار انتهت بهزيمة الأحباش، وفى عهد الخديو سعيد أثناء النزاع بين مصر واثيوبيا على الحدود الشرقية للسودان، حيث كتب القنصل الفرنسى فى مصر «بنديتى»، فى رسالة إلى حكومته فى نوفمبر ١٨٥٦م، ان الامبراطور الاثيوبى «تيودور»، يهدد بالإغارة على السودان المصرى، ويريد تحويل مجرى النيل حتى يجعله صوب البحر الأحمر.. وفى أثناء الاحتلال الايطالى للحبشة فى ثلاثينيات القرن الماضي، فكر الايطاليون فى تحويل مياه النيل الازرق إلى البحر الأحمر، ولكنهم اصطدموا بالتضاريس التى جعلت عملية التنفيذ صعبة، وحملة فاسكوديجاما لاسقاط دور مصر فى هذه المنطقة- وتجويعها - بقطع مياه النيل، أكثر من ١٥ اتفاقية تاريخية تحفظ حقوق مصر فى مياه النيل، أضحت اثيوبيا ومن يقفون وراءها داعمين لإنشاء سد النهضة ليس من أجل التنمية كما يدعون وإنما من أجل استخدامه كوسيلة ضغط على مصر، فكل الكوارث التى لحقت بالعالم العربى كانت تمهد لهذه التحديات التى تعيشها مصر، من اسقاط العواصم العربية وانهيار الجيوش العربية، وحشود الإرهاب، ان مصر آخر ما تبقى من حصون ما كان يسمى بالأمة العربية التى أصبحت مطمعا، فداعموها هم «أمريكا وإسرائيل وتركيا بفلوس قصر المارقة»، ولكن الله عز وجل لن يترك مصر التى ذكرها فى التوراة والانجيل والقرآن.