وحى القلم

التوقعات المرئية فى التغييرات الصحفية

صالح الصالحى
صالح الصالحى

طبعاً كل من يقرأ هذا المقال يتصور أن لدى معلومات أكيدةعن موعد وشكل التغييرات الصحفية الوشيكة.. لكنى أكتفى برصد المشهد المؤثر فى مؤسسات الصحف القومية الذى مر بفصول هزلية على مدار أكثر من عامين، تطلق خلالها شائعات التغييرات بتعيين أشخاص والإطاحة بأخرين فى مناصب رئاسة مجالس الإدارات وتحرير الصحف.
ولا أطيل على حضراتكم.. فالكل يعلم كل ما دار ويدور داخل المؤسسات التى تتشابه فيما بينها.. فنفس الفصيل الصحفى موجود فى كل المؤسسات.. وحتى الظروف الاقتصادية التى تمر بها المؤسسات واحدة.. لا تخفى على أحد.. فلم يعد هناك مؤسسة تربح وأخرى تخسر.. فالكل يعانى من تداعيات اقتصادية.. بعضها ارتبط بقانون السوق.. ومزاحمة الإعلام الإلكترونى.. والبعض الآخر بسبب تدنى ايرادات المؤسسات وتضخم العاملين بها خاصة بعد ثورة يناير.
المهم أننا أمام مشهد لا يسأم أحد منا متابعته.. فالشائعات المنظمة موجودة بأن يتولى فلان ويخرج من المشهد فلان.. ولأول مرة لا يتم طرح أسماء جديدة.. الكل يعتمد على أسماء موجودة بالفعل.
وظهر أسلوب جديد داخل الوسط الصحفى طبعا من غير الطامحين ليس لزهدهم فى تولى المنصب ولكنهم كما يطلق فى الأمثال الشعبية «عوانس الفرح».. ابتدعوا أسلوبا جديدا وهو الرهان على من سيستمر ومن سيخرج من المنصب معتمدين على جمع معلومات تؤيد رهانهم طبقا للشواهد.. ومحاولة البعض فى نفس المشهد إثبات أنه مستمر مستمر أو أنه سيتولى المنصب.. وإذا حدث ولم يحصل عليه.. فالإجابة جاهزة تعرضت لمؤامرة أبعدتنى عن المنصب، طبعا لمواجهة حجم الشماتة والتشفى الذى يتمتع به الوسط الصحفى.
نعود للطرق المشروعة الموجودة فعلا فى المشهد وهى تقديم الطامحين لتولى المناصب الـ»سى.ڤى» الخاص بهم للجهات المسئولة.. والكل طبعا يقدم حلولا سحرية لمشكلاتنا المزمنة.. وآخرون يجمعون التوقيعات إما باستمرارهم وأخرى لتوليهم المنصب.. على الرغم من أنه أسلوب قديم عاد للظهور فى أعقاب ثورة يناير.. إلا أنه إبداع صحفى يظن البعض أنه دليل على الشعبية.. وعلى الرغم من أن الحضور قليل فى المؤسسات إلا أن الوكلاء موجودون حتى فى ظل التباعد الاجتماعى!!
لنصل لآخر فئة فى المشهد وهى المحايدة التى تستعد لتقبل أى فريق وتقديم التهنئة له فى أى وقت فهم ممن يرضون بالمقسوم ولكنهم فئة قليلة العدد..
كل الشائعات والتوقعات لا تعتمد على شىء، أكثر من اجتهادات قلما يجانبها الصواب.. فهى خرجت من أصحاب مصلحة.
مهما كانت الاختيارات فمؤسساتنا فى انتظار الإصلاح العميق.