بالبلدى

عبده مشتاق.. والبرلمان

مصطفى يونس
مصطفى يونس

الجميع يترقب، الكثير خائف، بعضهم يسأل: هل أنا ذو حظ عظيم؟ أم سأحاسب على فواتيرى القديمة؟ أيام قلائل بل ساعات تفصلنا عن فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ «الشورى سابقا»، يليه مباشرة انتخابات مجلس النواب.. الأحزاب بدأت ترتيب اوراقها.. الحالمون بالمقعد والهاربون من ابناء دوائرهم عادوا إلى الظهور.. النواب قليلو الحيلة يحاولون تحسين صورتهم بالذهاب إلى المآتم والأفراح.. خمس سنوات مرت على مجلسنا الموقر، والشارع يتكبد حزنا، لسان حاله يقول، لدينا نواب بلا رصيد، بلا خدمات، شباب تحطمت احلامه على صخرة سوء الاختيار، أمهات يبكين على جلوس ابنائهن بجوارهن بلا عمل، واخريات يمُتنَ من المرض ولا يجدن نائبا برلمانيا يحنو عليهن.. قد ترى شبابا متعلما، مثقفا، يخدم اكثر من هؤلاء النواب، فى كل زمان ومكان بالتأكيد ستجد «عبده مشتاق».. ستجد بعضهم على المقاهى وصفحات الفيس بوك يجملون صورة نائبهم الفنكوش، على أنه المخضرم، والافضل والأكثر ذكاء من غيره، وهو مختفٍ منذ خمس سنوات، مجرد كلام فى الهوا، وعود زائفة، فتن ووقيعة بين البعض.. سمعنا جميعا ايام الحزب الوطنى المنحل عن نواب الكيف، ونواب القروض، ونواب بيع التأشيرات، ونواب النقوط، ونواب سميحة.. اصبحنا الآن نسمع عن نواب الإنجازات بالملايين، ولا يوجد انجاز يوحد الله..نسمع عن نواب يتحدثون عن الشباب وهم من فشلوا حتى فى احتواء بعضهم، فلا تتعحب إن قرأت يوما على صفحات التواصل الاجتماعى عبارات غريبة مثل نائب البلطجية أو ذات الروب الأحمر أو نائب الشنطة أو النائب الحرامى.. كل ما اتمناه ان نستوعب جميعا الدرس، أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى نائب تشريعى وخدمى، رقابى واجتماعى.. تحتاج إلى المخضرمين بصدق، من استطاعوا التواجد فى الشارع بين المواطنين قبل أن يصبحوا نوابا، من يملك كاريزما حقيقية وعلاقات قوية، تحتاج إلى فكر وحماس الشباب، تحتاج إلى نواب على قدر جهد وفكر وتوجه القيادة السياسية الحكيمة.