قضية ورأى

كبار السن والشباب

م. فرج حمودة
م. فرج حمودة

بقلم/ م. فرج حمودة

لا شيء يحزنك مثل أن ترى شيخا يتحسر على هوان يلاقيه وهو لايستطيع درءه، أو عجوزا تبكى حين لا تجد من يناصرها أمام موظف متلبد ومتبلد العقل.
ماذا يمكن أن تقدم الدولة لكبار السن فيها وقد هزل بنيانهم الجسدى والنفسى ولا يجدون من (يحنو) عليهم؟
أنا - هنا-لا أستعطف عليهم أحدا، ولا أرثى حالهم السيئ حاليا، ولا أستجدى لهم من المسئولين تميزا أو أسألهم الرحمة بهم، إنما أشكو بثهم وحزنهم وضعفهم إلى الله ثم إلى من يتفهم (حقهم) علينا بقلبه وعقله واحتياجاتهم فى هذه الظروف الصعبة التى يمر بها الوطن وأتفهمها جيدا ولا أنتظر أن يفكرنى بها أحد.
ليقل لى أحد مسئولا كان أو غير مسئول هل يقف شبابنا لكبار السن فى وسيلة مواصلات؟ طبعا لا إلا النادر حسن التربية منهم، هذا يعنى أن حق كبار السن يبدأ فى المدرسة والبيت، ليقل لى أحد هل هناك دورات مياه عامة فى الشوارع ونحن نعرف أنهم يرتدون للطفولة فى موضوع التحكم فى ذلك؟
هل يسمح الشباب فى أى طابور أن يتقدم رجل طاعن فى السن إلى الشباك المقدم لخدمة ما؟ سيمتعض البعض وسيوبخه آخر وربما يسمح له واحد.. وذلك لغياب تخصيص شباك لكبار السن مكتوب عليه بخط واضح (لكبار السن فقط) ويكون معروفا علنا فى كل الدولة أن كبار السن هم من تخطوا الستين كما فى دول العالم أو فوق الخامسة والستين أو حتى السبعين.
أليس جديرا بالرجل الرائع الذى حقق أرباحا لهيئة تخسر طول عمرها فى مصر الفريق كامل الوزير أن يعلن عن حزمة من المميزات لكبار السن فى صورة تخفيضات فى سعر التذاكر بموجب البطاقة أو تخصيص مقاعد فى عربات السكة الحديد المكيفة وقطارات النوم والمترو أو تخصيص كوتة لهم ولو مقعدين فى كل عربة لا يتم حجزها لغيرهم إلا قبل قيام القطار بعدد مناسب من الساعات أو.. أو.. أو.. ولمن يريد أن (يخدمهم) الأفكار كثيرة.. كل من يعمل سيأتيه يوم يخرج فيه إلى المعاش ويصبح شيخا يستحق المساعدة ليحيا حياة كريمة بلا ألم، فى البنوك، فى المرور، فى أقسام الشرطة وخدماتها، فى المستشفيات أولوية مطلقة، وحتى فى عبور الطريق.. فى كل مناحى الحياة فهم من قدموا شبابهم من أجل جيل يحيا الآن على بساط أطيب وأنعم من بساطهم فى زمن سابق.. ولنتذكر أنه: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا).