بدون تردد

غياب حسن النية!!

محمد بركات
محمد بركات

القراءة الصحيحة للموقف على أرض الواقع تدفعنا للقول بأنه، لاشىء يدعو للتفاؤل فى المفاوضات الجارية الآن حول السد الأثيوبى، تحت رعاية الاتحاد الأفريقى برئاسة دولة جنوب أفريقيا، ومشاركة مراقبين دوليين وأفارقة وحضور مجموعة من الخبراء القانونيين والفنيين.
الأخبار الصادرة عن المفاوضات الدائرة حاليا تقول بتعثرها، وتؤكد غياب أى بادرة تشير إلى قرب التوصل إلى رأب الصدع القائم بين الوفود الثلاث، بل على العكس هناك تأكيد على استمرار الخلافات، وعدم التقدم نحو التوافق أو الحل.
هذا هو التوصيف الدقيق لما هو قائم حتى الآن، دون تهوين أو تهويل، ودون أى محاولة لتجميل الصورة أو تزييف الحقيقة، حيث مازال الموقف الأثيوبى على ما هو عليه، من رفض لكل المقترحات والصيغ الساعية لإحداث تقدم أو الوصول لاتفاق.
وكما هو معلن ومعلوم للجميع، فإن الخلاف ينصب حول القواعد والترتيبات القانونية والفنية، المنظمة لعملية وطريقة ملء وتشغيل السد فى أوقات الجفاف الممتد وندرة المياه، بالإضافة إلى التعهد الخاص بعدم اتخاذ أى إجراءات أحادية الجانب، من أى طرف من الأطراف، مع عدم البدء فى ملء السد قبل التوصل إلى الاتفاق.
وفى تقديرى أن الخلافات الحقيقية ليست قائمة حول صياغات مختلف عليها لمشروع الاتفاق المقترح، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فى غياب حسن النية لدى الجانب الأثيوبى، والافتقاد الواضح لروح التعاون من جانبهم فى السعى للاتفاق،..، بل وغياب الإرادة السياسية الأثيوبية للتوصل إلى حل للقضايا المعلقة.
وفى ظل ذلك يصعب القول بوجود بوادر أمل لحل الخلافات والتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف يحقق مصالح الدول الثلاث، ويوفر الطاقة التى تحتاجها أثيوبيا للتنمية، مع الحفاظ على حقوق مصر والسودان المشروعة والتاريخية فى مياه النيل.