المسحة سلبية !

أسوأ خبر يتعرض له مريض كورونا ان يقول له الطبيب أن المسحة «إيجابية»، رغم أنه يعلم تماما انه مصاب بالفيروس، وقد أثبتت ذلك التحاليل المعملية والاشعة المقطعية على الصدر. السبب الرئيسى فى هذا الإحباط ان المريض يأمل دائما فى تحسن حالته، واستجابة جسمه للعلاج المتاح الآن، وأيضا طموحه فى ان تقاوم مناعته الفيروس اللعين. لهذا فإن أسعد لحظات المريض بكورونا ان يقول له الطبيب أن المسحة « سلبية «، هنا يتبدل الإحباط إلى أمل ورغبة فى الشفاء التام، ولا يتأكد ذلك إلا بمسحة ثانية تؤكد السلبية الأولى، وعادة ما تكون بعد يومين من الأولى. والمسحة عبارة عن عينة تؤخذ غالبا من الأنف عن طريق أنبوب بلاستيك طوله حوالى ١٥ سنتيمترا، يتم تحليلها بالمعمل.
من هنا كان من الضرورى الاهتمام بالحالة النفسية والمعنوية للمريض، ولا يصح مثلا ان يأخذ الحديث عن كورونا البعض للسخرية من المرض أو المريض، ولا يصح أن يكون مادة للفكاهة بين بعض البشر، ولا يصح أن يطلق شخص على آخر بأنه « فيروس «، بطريق الاستهزاء، كما قرأت على صفحات الفيس بوك بإحدى القرى، فالمرض ليس عيبا، والمريض مبتلى من الله، وقد صبر على ما أصيب به، ومنحه الله الشفاء التام، إنما العيب على المستهزئين الجهلة، ومثل هذا التصرف فردى، لكنه يمثل ظاهرة مستشرية على صفحات التواصل الاجتماعى .
لهذا وجب التحذير منها والتنبيه إلى خطورتها، لست فى حاجة لان أذكركم ونفسى بأن كورونا حصدت أرواحا بريئة، لم تفرق بين أستاذ جامعى وطبيب وقائد وعامل، لم تفرق بين شاب وشيخ، لم تفرق بين غنى وفقير. كورونا حصدت من الأطقم الطبية ما يفوق ال٢٠٠ شخص، سواء الأطباء أوالتمريض أو الصيادلة أو رجال الإسعاف، كما حصدت أرواح عائلات كاملة. كورونا ليس لها كبير، احترمها تحترمك، احرص منها وخذ حذرك، لا تتهاون فى مواجهتها إذا داهمتك، وإياك أن تهزأ بها.
دعاء : اللهم احفظ مصر وشعبها من الوباء والبلاء والبلهاء .