حوار| المخرج محمد فاضل: بدأت حياتي صحفياً ونشرت لي قصيدة عن قناة السويس

محمد فاضل
محمد فاضل

حوار: عاطف سليمان

 

- نور الدمرداش سبب دخولى التليفزيون

احتفلنا قبل أيام بعيد ميلاد المخرج الكبير محمد فاضل الذى يتحدث فى السطور التالية حول مسيرته الطويلة مع التركيز على البدايات وعشق الصحافة والفن منذ الصغر فقد ربط بين الفن والكتابة وكما يقول كانت مجلة الحائط فى المدارس والجامعات شيئا مهما وأساسيا فلم يكن هناك أى مدرسة أو كلية داخل الجامعة لا يوجد بها مجلة حائط وكان هناك عدد سنوى فى نهاية أى عام دراسى تنطوى على حصاد العام وكان يتم طباعتها وتوزيعها داخل أروقة المبنى.

- ما نوع الكتابة التى كنت تفضلها فى صغرك؟

كنت أعشق النقد منذ صغرى وكنت أستمتع كثيرا بالكتابة فى هذا المجال ولكن فى صغرى لم يكن هناك تليفزيون فكنت أعتمد فى مصادرى بشكل أساسى على الإذاعة فكنت اسمع حديث طه حسين مثلا أو فكرى اباظة وفى يدى ورقة وقلم لتدوين كل ملحوظاتى على الحديث لأبدأ فور انتهائه فى الكتابة والتحليل فرغم قلة الإمكانيات فى تلك الفترة إلا أنه كان هناك مناخ ثقافى قوى.


- هل أستوقفك فيلم أوبطل سينمائى وكتبت عنه فى مرحلة التوجيهية؟

لا أتذكر .. كنت مهتما أكثر بالأعمال الإذاعية ففى إحدى المرات كتبت تحليل اغنية «ثورة الشك» فكنت اكتب عن كل «كوبليه» اثناء الفاصل الموسيقى وقبل نطق أم كلثوم للـ «كوبليه الثانى» لابداء انطباعى عن كل كوبليه على حدة.


- وماذا أوحت لك الأغنية لتكتب عنها بهذه الطريقة المبتكرة؟

الموضوع كله كان تحليلا للشعر المكتوب وتعليقى عليه وعلى المزيكا واداء الست ام كلثوم فانا أهوى الشعر حتى اننى فى أثناء تلك الفترة أثناء حرب 56 كتبت قصيدة عن القنال ونشرتها جريدة الاسكندرية المحلية على الصفحة الاولى كاملة وسعدت كثيرا عندما رأيت مكتوبا عليها بقلم الاديب محمد فاضل وحتى الآن أحتفظ بنسخة من هذا العدد.

- لماذا التحقت بكلية الزراعة وأنت تحب الفن؟

لم يكن لدى دوافع من الأساس مكتب التنسيق هو من أرسلنى إليها وذلك لتقديمي متأخرا عن مكتب التنسيق بثلاثة اسابيع كاملة فلم ألحق سوى بالمرحلة الثانية، وذلك لاننى كنت ادرس فى الثانوية علمى ولم اكن اريد الالتحاق بأى كلية من كليات العلوم وكتبت فى الرغبات كلية الآداب ولكن للأسف لم أقبل بها وفى التنسيق الثانى ارسلت غصبا إلى كلية الزراعة ولكن التزمت بها وأصبحت مهندسا زراعيا ولكن لم أعمل بهذا المجال سوى 7 شهور لأن هدفى فى النهاية كان العمل فى مجال الفن.

- وما أسباب انجذابك للفن؟

الراديو هو من جعلنى أعشق الفن فقد كنت أعشق الدراما الإذاعية والاحاديث الفنية لعمالقة أمثال طه حسين وعباس العقاد وفكرى أباظة والذى كان لكل منها حديث اسبوعى وايضا د.حسين فوزى والذى كان يقدم برنامجا اسبوعيا عن الموسيقى العالمية وايضا كان هناك أحاديث دينية جميلة مثل حديث الشيخ محمود شلتوت.

- وكيف كانت نقطة البداية لك مع الصوت والصورة وليس الإذاعة؟

اثناء دراستى الجامعية كان يأتى لنا مخرجون كبار يقومون بإخراج أعمال منتخب الجامعة منهم نور الدمرداش والذى عملت معه كمساعد مخرج فى مسرحية «لو كنت حليوة» والذى كان يخرجها لمنتخب الجامعة بالاسكندرية وبعد ذلك عملت معه فى مسرحية «الجريمة والعقاب» والتى عملت بها كمدير مسرح ومساعد مخرج وعندما فتح التليفزيون كنت أصبحت موظفا فى كلية الزراعة ولكن كنت اعمل معه بالقطعة وعملت معه فى وقتها عملا باسم «المحكمة» وبعد 7 شهور قررت الاستقالة من كلية الزراعة والتحقت بمسرح التليفزيون بعد استلامى تليغراف من الاستاذ نور الدمرداش لخوض اختبارات مسرح التليفزيون.

- كم عدد الأعمال التى قدمتها مع نور الدمرداش؟

اربع مسلسلات على ما أتذكر قبل توجهى لعمل مسلسلات قصيرة بشكل مستقل أثناء مساعدتى له أيضا فمثلا أثناء عملى معه فى مسلسل «لا تطفىء الشمس» عام 1965 كنت أقدم وقتها مسلسلا خاصا بى.

- ما  أول عمل تليفزيونى خاص بك؟

مسلسل نصف ساعة كان يحمل اسم «والله عال» تأليف سيد موسى وقد رأيت أن به مراهقة فنية فبعد إذاعته مرة واحدة قررت ألا تذاع مجددا وطلبت ذلك وكانت بطولة محمد مرجان وعلى مبروك وشفيق نور الدين.

- وما  أول عمل ناجح فى حياة محمد فاضل؟

أعتقد «القاهرة والناس» وأرى أنه سبب شهرتى وكان ذلك عام 1967.

- كيف اكتشفت نور الشريف وبوسى؟

أثناء تحضيراتنا لمسلسل «القاهرة والناس» كنا نحتاج إلى وجوه جديدة لكى يصدق المشاهدين العمل وكان نور الشريف فى آخر عام فى معهد الفنون المسرحية وكنت قد عملت معه فى مسلسل قصير باسم «الانتحارى» بطولة صلاح السعدنى وتوفيق الدقن ولم يكن لنور فى هذا العمل سوى أربع جمل فقط ولاننى كنت ابحث دائما عن طلبة معهد الفنون المسرحية وكان نور الشريف وقتها من ضمن المواهب ولكن كان اسمه محمد جابر وقلت وقتها أنه سيكون لها وجود كبير فى عالم الفن والحلقات الاولى من العمل كان مكتوب على التتر اسم محمد جابر ولكن غيرنا التتر بعد أكثر من حلقة لنكتب اسم نور الشريف وأيضا أشرف عبد الغفور والذى كان يكتب اسمه عبد الغفور محمد.

- هل ترى أى مسلسل حاليا يناقش الدراما القاهرية مثل مسلسل «القاهرة والناس»؟

لا اطلاقا فالزمن مختلف والدراما شكلها مختلف والآن شرط أساسى فى أى عمل أن يكون هناك أكشن ومشاهد قلب سيارات وخلافه أما الدراما الاجتماعية فلا تتعدى الـ 5% فمنذ 2011 حتى الآن كل الأعمال تنطوى على مسدسات كما لو كان كل بيت مصرى به سلاح نارى.

- هل أنت مع تمصير الأعمال الأجنبية وعرضها على شاشاتنا؟

بالطبع لا ولكن هناك أعمال من الممكن تحويلها فقصتها تمثل القضايا الإنسانية بشكل عام فعلى سبيل المثال معظم أعمال «شكسبير» مأخوذة من الدراما اليونانية ولكن اى مشاهد يشعر أنها انجليزية بسبب بلد المنشأة لها ولكن انا لست ضد الاقتباس بصفة عامة ولنا فى مسلسل «جراند أوتيل»عبرة فالعمل المصرى أفضل من الاسبانى ولكن فى النهاية لست مع هذه الفكرة فلدينا حياة اجتماعية من الممكن الكتابة عنها بشكل حقيقى.


- هل شاهدت عمل أجنبى وأردت تمصيره؟

لا هناك حواديت مصرية كثيرة ولقد كنت متحمسا لتحويل رواية «الشمندورة» لمحمد خليل هاشم إلى مسلسل تليفزيونى وغيرها من الحواديت المصرية العظيمة. وأرى أن كتاب السيناريو يمكنهم أن يغوصوا فى الأدب المصرى والعربى وسيجدوا عشرات الموضوعات المتميزة والكثير والكثير.

وفى نهاية الحوار قال فاضل أحمد الله أننى وآخرين قدمنا افضل مسلسلات دراما للتليفزيون خاصة مع الراحل أسامة أنور عكاشة وجيله المبدع.