بدون تردد

مفاوضات السد!!

محمد بركات
محمد بركات

فى قضية السد الأثيوبى لاتزال مصر تثبت فى كل يوم من أيام المفاوضات الطويلة والماراثونية، التى دارت ولاتزال تدور حتى الآن، توافر قدر كبير وهائل من حسن النوايا، والرغبة الصادقة للوصول إلى توافق شامل ونهائى للنقاط موضع الخلاف بين مصر والسودان وأثيوبيا، حول القواعد المنظمة لملء وعمل السد.
كان هذا هو النهج الذى اتبعته مصر خلال جولات المفاوضات السابقة، وهو أيضا ذات النهج والأسلوب والهدف الذى تتبعه الآن فى المفاوضات الحالية الدائرة تحت رعاية الاتحاد الأفريقى، بحضور مراقبين من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبى وجنوب أفريقيا، ومفوضية الاتحاد الافريقى والخبراء القانونيين والفنيين.
وفى هذا الاطار، كانت مصر وستظل دائما متمسكة بالسلام، وبالسعى لتسوية  الخلافات بالحوار على مائدة المفاوضات، وصولا الى توافق يحقق مصالح كل الاطراف ويضمن عدم الاضرار بأى طرف.
وطوال سنوات التفاوض وحتى الآن، كانت مصر ولاتزال تسعى بكل الصدق، للوصول لاتفاق نهائى عادل ومتوازن، يحقق لأثيوبيا الطاقة اللازمة للتنمية، ويحافظ فى ذات الوقت على مصالح دولتى المصب مصر والسودان، وضمان  حقوقهما التاريخية والمشروعة فى مياه النيل.
وتركز مصر خلال المفاوضات الجارية الآن على الوصول لاتفاق قانونى واضح وملزم للدول الثلاث بخصوص ترتيبات وسنوات ملء خزان السد ونظام عمله خلال  سنوات أو فترات الجفاف وندرة المياه، مع تعهد واضح من جميع الاطراف بعدم اتخاذ أى إجراءات احادية، بما فى ذلك عدم بدء ملء السد دون بلورة الاتفاق.
ونحن نأمل أن تتحلى اثيوبيا خلال هذه المفاوضات بقدر مناسب من حسن النوايا، وان يتوافر لديها الرغبة فى الوصول الى الاتفاق بما يحقق مصلحتها ومصالح مصر والسودان فى ذات الوقت،...، وهذا يتطلب تخلى الجانب الاثيوبى عن نهج واسلوب المراوغة والتعنت الذى كانت ولاتزال تتبعه خلال المفاوضات طوال السنوات الماضية وحتى الآن،..، فهل تفعل ذلك؟!