تفاصيل فوز أول قرية مصرية صديقة للبيئة على البحر الأحمر بجائزة عالمية

محطات الطاقة الشمسية
محطات الطاقة الشمسية

على بعد 300 كيلو متر جنوب البحر الأحمر، توجد قرية القلعان، التى تتمتع بمقومات بيئية وطبيعية وجمالية وعلمية وثقافية فريدة، وبها العديد من الأنواع النادرة والمُهدَّدة بالانقراض من النباتات والحيوانات، وتمتاز بوجود مساحات شاسعة من نباتات المانجروف والعديد من أنواع الطيور المتوطنة والمهاجرة وهى تقع داخل نطاق محمية وادى الجمال بها 18 منزل خشبى مصممين للحفاظ على البيئة وتضيئ القرية بالكامل بالطاقة الشمسية كما تعمل محطات المياة أيضا بالطاقة الشمسية.

وفازت قـريـة "القلعان" البدوية على ساحل البحر الأحمر، جنوب مرسى علم بجائزة Energy Globe  العالمية كأول قرية مصرية صديقة للبيئة على ساحل البحر الأحمر ضمن عدد من المشاريع التي نفذتها الهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن (PERSGA) في دولها الأعضاء وتمنح هذه الجائزة لعدد محدود من المشاريع المميزة من ضمن ألاف المتقدمين سنوياً.

واعتمد الفوز بهذه الجائزة المرموقة على دعـم مجتمعات القرى الساحلية النائية بمجالات الطاقة المتجددة والتى تعد ضمن عددا من مشاريع الهيئة التي ركزت على توليد الكهرباء في الاماكن النائية باستخدام الطاقة الشمسية، وقد نفذت هذه المشاريع في كل من (مصر والسودان وجيبوتي)، وكانت الهيئة الاقليمية قد قامت بالتنسيق والتعاون مع وزارات البيئة وقطاع المحميات وإنشاء عدداً من محطات التحلية النموذجية التي تعمل بالطاقة الشمسية وقامت بتركيب محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية تغطي جميع بيوت  قرية القلعان بمحمية وادي الجمال بجمهورية مصر العربية وكذلك المبنى الإداري للمحمية.

ومن جهته، والدكتور زياد بن حمزه أبو غراره أمين عام الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، بأن الهيئة تبذل جهودها بالتعاون والتنسيق مع وزارات البيئة في الدول الأعضاء للعمل على حماية البيئة البحرية والساحلية والعمل على الاستخدام المستدام للموارد البحرية والساحلية ورفع قدرات الدول الأعضاء في هذا المجال، والتنسيق بين الدول الأعضاء لتنفيذ اتفاقية جدة والاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة.

وأضاف أمين عام الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، أنه جاء تنفيذ هذه المشاريع من خلال (مشروع الإدارة الاستراتيجية للنظام البيئي في البحر الأحمر وخليج عدن) والذي موله مرفق البيئية العالمي وقدم البنك الدولي الدعم التقني والتمويل حيث تم انشاء محطات توليد كهرباء بالطاقة الشمسية في هذه القرى النائية، مما وفر طاقة نظيفة كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المحليين داخل المناطق المحمية فعلى سبيل المثال تم تمكين الأطفال في المجتمعات الريفية من مواصلة استذكار دروسهم حتى بعد غروب الشمس لأن الضوء اصبح متاحا لفترة أطول بعد تشغيل محطات توليد الكهرباء كما اصبحت المياه النظيفة متاحة على مدار اليوم بعد ان كانت ترد اليهم من خلال صهاريج مرة أو مرتين كل أسبوع.

وتابع الأمين العام، أنه قامت الهيئة خلال فترة المشروع برفع القدرات للسكان المحليين والصياديين والرعاة في عمليات صيانة وإصلاح هذا المحطات (محطات الطاقة الشمسية أو محطات التحلية) حتى تكون هناك استدامة لهذه الأنشطة بعد نهاية المشروع وقد ساهم تنفيذ هذه الأنشطة والمشروعات في دعم المجتمعات المحلية في الدول الأعضاء وتقليل الضغوطات على البيئة وعلى الموارد البحرية كما قامت الهيئة من خلال هذا المشروع أيضا  بتركيب وحدات طاقة شمسية  لبيوت الصيادين والمستشفى والمسجد والمدرسة في قرى محمد قول ودونجناب  بالسودان وفي جيبوتي وقامت بإنشاء وانارة استراحة للصيادين على جزيرة موشى. 

الجدير بالذكر أن الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن (PERSGA) تضم الهيئة في عضويتها كلا من المملكة العربية السعودية وجمهمورية مصر العربية وجمهورية السودان والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اليمنية وجمهورية جيبوتي وجمهورية الصومال الفيدرالية ومنذ إنشائها تستضيف المملكة العربية السعودية المقر الرئيسي للهيئة في مدينة جدة.