إنهــا مصـــــــر

كرم جبر يكتب.. التاسعة مساء 3 يوليو

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

ارتجفت القلوب وانهمرت الدموع "رب انقذ مصر، رب احفظ مصر، البلد أمانة فى رقبتكم أوعوا تسيبوها"، معقول مصر تضيع بالسهولة دى ؟.

فى التاسعة مساء 3 يوليو 2013، وبعد انتهاء المهلة التى منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية، توقف الزمن انتظاراً لخطاب وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسى، وساد الصمت الرهيب.

وأعلن السيسى إنهاء حكم مرسى، ويتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد، لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ووقف العمل بالدستور المشبوه.
وعقب البيان، قام شيخ الأزهر أحمد الطيب بإلقاء كلمة أعقبه البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، وأعلن السيسى خارطة مستقبل، تتضمن تشكيل حكومة كفاءات وطنية، تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، تشكيل لجنة مراجعة التعديلات الدستورية على دستور الإخوان، ودعوة المحكمة الدستورية العليا إقرار قانون انتخابات مجلس النواب، والبدء فى إجراءات الانتخابات.

وانفجرت مظاهرات الفرح فى الشوارع، وعادت الابتسامة للوجوه الحزينة وارتاحت القلوب الخائفة، وهتفت الحناجر لجيش مصر، وبدأت الدولة تسترد هيبتها وقوتها واحترامها، بينما ظلت الجماعة الإرهابية محشورة فى مقبرة الخيانة والعمالة والتفريط.

ماذا يحدث لـو استمروا فى حكم مصر؟

(1) اشعال الصراع الديني: وتوطيد دعائم حكمهم بإدخال البلاد فى حزام الحروب الدينية المشتعلة فى المنطقة، واختيار القرضاوى شيخاً للأزهر، ومشرفاً عاماً مع مرشد الإخوان على إقامة الخلافة، ونشر الفكر الإخوانى فى ربوع البلاد، وإحكام السيطرة على المنابر الدينية.

(2) أخونة القضاء: وفتح التعيينات لقضاة جدد من الإخوان أعضاء نقابة المحامين، وكانت الكشوف والترشيحات معدة سلفاً، وتم اختيار وزير عدل إخوانى، ونائب عام ملاكى لتنفيذ المهمة، التى تعطلت لموقف نادى القضاة التاريخى ضد الأخونة.

(3) الأقباط والتهجير والجزية: ازدهرت فتاوى دفع الجزية، وزادت معدلات تهجير الأقباط من القرى بشكل لم يحدث فى تاريخ مصر، وتشبث الأقباط بتراب وطنهم، وزاد إصرار المسلمين على الوقوف فى خندق واحد مع شركائهم فى الوطن، فانتقم الإخوان من مصر كلها بحرق وتفجير الكنائس.

(4) ضياع سيناء: وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، هو الذى أصدر قراراً بوقف تملك الأراضى فى سيناء، بعد هجوم الحمساويين لشراء الأراضى من رفح حتى الإسماعيلية بأسعار باهظة، على غرار ما فعله اليهود قبل احتلال فلسطين، ولم يخجل رئيسهم وهو يصرح بأنه يحمى الخاطفين والمخطوفين، وكأنه يعطى ضوءًا أخضر لاحتلال سيناء.

(5) المرشد زعيماً روحياً: وتحويل مرجعية الحكم الرئاسى من الاتحادية إلى المقطم، ويكون ترشيح الرئيس من مكتب الإرشاد، وأداؤه اليمين أمام المرشد، وبدأت البروفة بتعيين العناصر الإخوانية الإرهابية فى القصر الرئاسى، وأصبحوا المستشارين وكبار رجال الدولة، وتعاملوا مع أخطر الأسرار وأدقها بعقلية الجواسيس.

(6) حروب الشوارع: تأكد الإخوان أن الجيش ليس جيشهم وأن الشرطة ليست شرطتهم، وأن هذه المؤسسات الوطنية الراسخة يستحيل أخونتها، وبدأوا فى تأسيس ميليشياتهم المسلحة الخاصة من السوابق والبلطجية، واستنساخ تجربة الحرس الثورى الإيرانى، وأشرف على تنفيذها خيرت الشاطر وحازم صلاح أبو إسماعيل.
الحمد لله.. عادت مصر.