أول سطر

فوق كل ذى علم عليم

طاهر قابيل
طاهر قابيل

سبحان الله.. مهما وصلنا من المعرفة لانعلم عن خلقه سوى القليل الذى يكشفه "عز وجل" لنا يوما بعد يوم..منذ تعلمت القراءة والكتابة والاستماع لكبار السن وشيوخ المساجد أعرف أن المقصود بكلمة الجمل فى «الآية 40» من سورة المائدة «إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُجْرِمِينَ» هو الناقة أو الجمل الذى يطلق عليه "سفينة الصحراء".. وكنت دائما أتخيل المعجزة واستحالة أن يمر الجمل الضخم من ثقب الإبرة الصغير.. ولكنى دائما أتوقف عند لماذا ضرب الله عز وجل بهذا مثلا وما هى علاقة الجمل بسم الخياط.. ولأن المعرفة لا تتوقف عند ما أعرفه، فقد هدأت التساولات عندما وجدت تفسيرا يقول ان المقصود بالجمل فى الآية الكريمة هو حبل السفينة الضخم الذى من المستحيل بأى حال من الأحوال أن يمر من ثقب إبرة الخياط الصغير جدا، فهؤلاء الذين كذبوا بآيات الله واستكبروا عنها لا يدخلون الجنة حتى يمر حبل السفينة الضخم من ثقب إبرة الخياط وهذا من المستحيل.
 هناك الكثير من المفاهيم التى نتوارثها شفاهية ونتناقلها ونصف أنفسنا وغيرنا بالعلم والمعرفة فيصدقنا الجميع.. وكانت الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا والعودة للبيت مبكرا وتشابه برامج «التوك شو» ودورانها فى حلقة مفرغة باتهام المصريين وغيرهم بعدم الوعى فرصة لأن اقرأ وأتابع وأبحث.. وجدت خلال اطلاعى ما قاله العلماء عن مجتمع النمل شيئا غريبا لم أعرفه من قبل .. فكل يوم يموت الآلاف من النمل وربما الملايين.. وعندما تموت النملة تخرج منها رائحة تنبه باقى النمل إلى موتها فيسرعون إلى دفنها فى جنازة مهيبة مثل ما نفعله فى أن إكرام الميت دفنه - كما علم الغراب أبناء سيدنا ادم ابو البشر- قبل ان تنجذب إليها الحشرات الأخرى وتلتهمها.. يتجمع النمل فى جنازة ليقوموا بتشييع الجثمان ودفنه.. وان للنمل مدافن خاصة عبارة عن مقابر جماعية بعيدة عن المستعمرات التى يعيشون فيها.. وبعد انتهاء مراسم الدفن يقوم النمل المشارك بالجنازة وحمل الجثمان بتطهير نفسه بلعق جسده حتى تذهب منه رائحة الموت ولا يتم دفنه حيا.. وقد قام العلماء بتجربة دهن النمل الحى بتلك الرائحة فانجذبت إليه البقية لحمله إلى المقبرة وعندما ازالوها تركوه حيا. وقد صدق الله عز وجل عندما يقول «وما من دابة فى الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم.. ما فرطنا فى الكتاب من شىء ثم إلى ربهم يحشرون».. ان لله فى خلقه شئونا وما أوتينا من العلم الا القليل.