تعرف علي قصة تاريخ القطارات من البخار والماء إلى الكهرباء والديزل

تاريخ القطارات من البخار والماء إلى الكهرباء والديزل
تاريخ القطارات من البخار والماء إلى الكهرباء والديزل

 قصة تاريخ القطارات من البخار والماء إلى الكهرباء والديزل

يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، حكاية اختراع القطارات من قطارات الفحم والماء إلى الكهرباء والديزل بداية من جورج ستيفنسون مخترع القطار عام 1781م .

ويروى الدكتور ريحان حكاية جورج ستيفنسون حيث كان والده يعمل فى مناجم الفحمِ القريبةِ من مسكنه وكان مهتمًا بالمحركات البخارية التى تضخ المياه من المنجم ولم يذهب جورج إلى المدرسة، وهو فى سن الثامنة بل عمل فى رعيِ الأبقار والاعتناءِ بالخيول التى تعمل في المنجم، ولما بلغ 14 عامًا كان يساعد والده في عملهِ ويستخدم الآلات ويتعرف على طريقةَ عملها ورغم ذلك كان يذهب لتعلم الكتابةِ والقراءةِ ثلاث ليالٍ في الأسبوع بعد عمله .

ويتابع بأن جورج تعلم تصليح الساعات وتزوج من فرانسيس هنديرسون ثم سافرَ إلى اسكتلندا للبحث عن عمل ثم عاد إلى بريطانيا بعد تعرض والده لحادثة فى أحد المناجم وفى عام 1814م بنى جورج أول قاطرة قابلة للتطبيق تجاريًا وأطلقَ عليها اسم "بلوخر" وكانت تستخدم لنقل الفحم، ولأن جورج كانَ يعمل فى المناجم فقد لاحظَ خطر استخدام شعلة من النار فى حفر مليئة بالغازات القابلة للاشتعال فاخترع عام 1815م مصباحًا يستخدم ثقوبًا هوائية صغيرة لإيقاف التفاعل بين الغازات القابلة للاشتعال المنتجة فى المناجم واللهب المشتعل المستخدم فى المصابيح، وفى عام 1819م أخذَ جورج يبنى سكة حديد في سندرلاند، التي بلغَ طولها ثمانية أميال افتتحت عام 1825م كأول سكة حديدية عامة فى العالم وبذلك امتلك جورج أول شركة لبناء القاطرات.

وينوه الدكتور ريحان إلى افتتاح السكك الحديدية فى ليفربول ومانشستر عام 1830م وذاع صيت جورج ستيفنسون وأطلقَ عليه لقب أبو القطارات وتوفى عام 1848م وخلّفَ وراءه إرثًا عظيمًا للعالم أدى إلى تسريع الثورة الصناعيّة فقد بدأ القطار على شكل عربات ذات عجلات خشبية تجرّها الخيول في أوروبا في منتصف القرن 14 والتى كانت تستخدم لنقل الفحم والحجر، وفى منتصف القرن 17 استبدلت العجلات والقضبان الخشبية واستخدمَ الحديد فى بنائها ثم كانت بداية التطور فى إنجلترا ،حيث صممت القاطرات لتكون ذاتية الدفع على يد الإنجليزى ريتشارد تريفيثيك عام 1804م وفى عام 1825م بنى ستيفنسون قاطرة الحركة ثم قاطرة الصاروخ عام 1829م لتكون أول قاطرة سريعة فى العالم ثم انتقلَ الاهتمام بالقطارات إلى أمريكا وخاصةً بعد التوسع في الأراضي الأمريكية وكانت بدايتها عام 1825م حيث بنى الكولونيل جون ستيفنز قاطرة صغيرة تعمل بالمحرّك البخارى وجعلها تسير ضمن مسار دائرى فى حديقة منزله، الأمر الذى حفّز المخترعون لتجربة هذه الفكرة، فظهرت مجموعة من التطورات منها استيراد هوراشيو ألين عام 1829م لأول قاطرة بخارية من انجلترا، ثم جاء بيتر كوبر عام 1830م فبنى أول قاطرة بخارية أمريكية الصنع وفى عام 1863م بدأت إنجلترا ببناء القطارات تحتَ الأرض.

ويوضح الدكتور ريحان أن القطارات البخارية اخترعت فى بداية القرن 18 وكانت تعمل بواسطة حرق الفحم فى فرن ثم تستخدم الحرارة الناتجة عن الحرق لتسخين مياه موجودة فى خزان لينتج عن غليان المياه بخار ينتقل إلى إسطوانة تعمل على دفع قضبان متحركة تدعى المكابس ومن ثم يتم استخدام هذا الدفع لتحريك العجلات ثم القطارات الكهربائية فى نهاية القرن 19، وقد حلت محل القطارات البخارية القديمة وتتميز بنظافتها وسرعتها ثم قطارات الديزل الذى بدأ استخدامها بعد الحرب العالمية الأولى وتعمل من خلال محرك يعمل على حرق الديزل ويقوم بتشغيل المولدات الكهربائية التى تزود المحركات الكهربائية لدفع العجلات بالطاقة اللازمة.

ويشير إلى أن القطارات دخلت مصر فى عهد عباس باشا الذى أصدر الأمر العالى بالعمل فى مد خطوط السكك الحديدية ورفض المقترح الإنجليزى بأن تكون قاصرة على مد خطوط فى الصحراء الشرقية تربط بين القاهرة والسويس، حيث قرر عباس الأول أن تمد خطوط السكك الحديدية فى وسط البلاد أولًا من القاهرة إلى الإسكندرية ثم من القاهرة إلى السويس ليكون نفع البلاد بها أكبر والفائدة فيها أكثر وكانت المواصلات فى مصر تعتمد على عدة وسائل للتنقل فى الداخل أو الخارج حيث تنقل بالسفن بين مصر والدول المحيطة وتعتبر مصر ثانى دولة فى العالم بعد إنجلترا التى أدخلت السكك الحديدية إلى أرضها وتعد خطوط السكك الحديدية المصرية أول خطوط يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط حيث بدأ إنشاؤها فى 12 يوليو عام 1851 وبدأ تشغيلها عام 1854وقد وقّع الخديوى عباس الأول عام 1851 مع البريطاني "روبرت ستيفنسون" (نجل جورج ستيفنسون مخترع القاطرة الحديدية) عقدًا بقيمة 56 ألف جنيه إنجليزى لإنشاء خط حديدى يربط بين العاصمة المصرية والإسكندرية بطول 209 كيلومترات ثم توالت الخطوط .