تقرير خاص| حملة توقيعات «فلسطينية» في الدنمارك ضد إسرائيل.. هل تؤتي ثمارها؟

صورة تعبيرية مستخدمة مع الحملة
صورة تعبيرية مستخدمة مع الحملة

لم تمنعهم المسافات والبعد عن الوطن الأم فلسطين من الانشغال بقضاياه، وهم يقيمون في الشتات، فاختاروا أن يلعبوا دورًا في مسيرة وطنهم، الذي يمر بأوقات عصيبةٍ، في وقتٍ تجهز فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي العدة للشروع في سياسة الضمّ، والاستيلاء على نحو 30% من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.

حملة توقيعاتٍ حملت اسم "الحياة لفلسطين" قام بها المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا، ومقره الدنمارك، بهدف الحصول على تأشيرة مئات الآلاف حول العالم، وتحديدًا في أوروبا، على رفضهم لمسلسل الانتهاكات الإسرائيلية، ووقوفهم ضد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة.

"إلى جميع الرؤوساء ووزراء الخارجية والتجارة في العالم: أصبحت الطريقة التي يُعامل بها الفلسطينيون بمثابة وصمة عار على جبين العالم. لقد حان الوقت لكي تتحرك دول العالم، من خلال فرض عقوبات على القطاعات الاقتصادية الإسرائيلية الرئيسية، إلى أن ينال الفلسطينيون حقوقهم كاملة. نحن ندعوكم اليوم لاتّباع صوت الضمير والتحرك فورًا من أجل وقف هدر الدم".. هذه العبارة أول ما تقع عليها عيناك حينما تقوم بالتسجيل للتوقيع على عريضة "الحياة لفلسطين".

وهذه العبارة موجودة بنسختين: النسخة العربية والنسخة الإنجليزية، باعتبار أن الحملة تستقطب الجمهور الأوروبي بصورةٍ كبيرةٍ جنبًا إلى جنبٍ مع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.

تجاوب واسع مع الحملة

ويقول وليد ظاهر، رئيس تحرير المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا والمشرف على الحملة، إن ما يقومون به من حملةٍ لجمع التوقيعات ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته للشعب الفلسطيني أحدث ردة فعل واسعة، مشيرًا إلى أن هناك تجاوبًا كبيرًا مع الحملة.

ويضيف ظاهر، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، "نحن بصدد عمل فعاليات محلية مع مناصرين دنماركيين.. وقد وصلنا عددٌ كبيرٌ من الردود الإيجابية".

وذكر رئيس تحرير المكتب الإعلامي الفلسطيني أن عدد الموقعين على الحملة حتى الآن تجاوز المليون ونصف المليون، مشيرًا إلى أنهم يستهدفون الحصول على توقيع مليوني شخصٍ في أسرع وقتٍ.

وإلى غاية يوم الجمعة الماضي 26 يونيو، الذي صادف اليوم العالمي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب، والذين من بينهم أبناء الشعب الفلسطيني المنكل به بصورٍ متلاحقة منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، كان عدد الموقعين على العريضة ما يربو على مليون ومائتي ألف، ليزداد العدد متجاوزًا المليون ونصف المليون في ظرف ثلاثة أيام فقط.

ونعود لما قاله وليد ظاهر لـ"بوابة أخبار اليوم"، فقد كشف عن وجود دعمٍ للحملة من القيادة السياسية الفلسطينية، قائلًا "إن ما نقوم به من مبادرات هي بتوجيهات وتشجيع من القيادة الفلسطينية، للتأثير على صناع القرار الأوروبي، والعمل على أن يكون للجاليات الفلسطينية دورٌ مؤثرٌ وفاعلٌ في المجتمعات الأوروبية".

وأشاد ظاهر بالموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية، معتبرًا إياه داعمًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والحريّة وإقامة دولته المستقلة.

لا استقرار بدون دولة فلسطينية

وقال وليد ظاهر، "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في الشرق الأوسط، ولن يكون هناك استقرار في المنطقة دون حصول الشعب الفلسطيني على حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

وأردف قائلًا، "أكثر ما يزعج الأوروبيون من دولة الاحتلال انتهاكها لحقوق الإنسان، وقيام الاحتلال ومستوطنيه بتدمير المشاريع والخدمات التي تقدمها أوروبا للبنية التحتية على سبيل المثال محطات الطاقة الشمسية أو بناء آبار".

وواصل حديثه قائلًا، "يوجد أنظمة ديمقراطية للتعبير تمنحنا الحق في إطلاق الحملات الشعبية والتي لها أثر كبير على القرار السياسي، كما أن إعلان الاحتلال نيته ضم أراضٍ من الدولة الفلسطينية، يعارض ما أقره القانون الدولي ويمثل انتهاكًا صارخًا له، ومخالفة للاتفاقات المبرمة، ويجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية متصلة".

وشدد ظاهر بالقول على أن "كافة القوانين الدولية أقرت حق الشعوب في تقرير مصيرها.. وهناك إجماع دولي على حل الدولتين".

وتأتي هذه الحملة من المكتب الإعلامي الفلسطيني في الدنمارك قبل أيامٍ من إعلان منتظرٍ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضمّ أراضٍ فلسطينيةٍ لدولة الاحتلال، وذلك وفق تسريباتٍ من داخل إسرائيل، ضمن مشروع توسعي إسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني.

جدوى الحملة

وحول مدى جدوى الحملة، يرى صلاح أبو صلاح، كاتب وصحفي فلسطيني، أن الحملة فكرتها جيدة، وتستهدف الجمهور الأوروبي والعربي والفلسطيني، مضيفًا أن "هذه الأدوات تلقى قبولًا وتأثيرًا لدى الجمهور الأوروبي، ومن الممكن أيضًا أن تؤثر على صانع القرار الأوروبي".

وتابع أبو صلاح ، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن "هذه الحملة تأتي من ضمن الأدوات السلمية لتجنيد متضامنين مع القضية الفلسطينية وضد إجراءات الضم التي تنوي حكومة الاحتلال تنفيذها بحق الأراضي الفلسطينية".

ومضى يقول، "هذه الحملة تأتي ضمن عدد من الأدوات التي يعمل عليها الفلسطينيون من أجل مواجهة التهديدات الإسرائيلية بضم الأراضي الفلسطينية في منطقة الأغوار الفلسطينية".

بضغطة زرٍ يكون الإنسان المؤمن بالسلام والاستقرار حول العالم قد أضاف اسمه إلى مئات آلاف آخرين اختاروا أن يوقعوا على عريضة حملة "الحياة لفلسطين" بمحض إرادتهم، لإظهار أن العداء لسياسات الاحتلال الإسرائيلي قد فاق حدود الوطن الفلسطيني والعالم العربي، وعبر عبر قارات العالم المختلفة.