مسألة مبدأ

أنا والإخوان وهواك..!

روحية جلال
روحية جلال

لا أنكر أننى قد ظننت أن العتمة  لن تزداد إلا سوادًا وأن الغُمة لن تنزاح إلا ببحار من الدماء.. لا أنكر أننى كنت أظن أن الطريق لاستعادة الأوطان مستحيل وأن جلاء الاحتلالات يحتاج نفسَاً طويلاً.. لا أنكر أننى كنت دوماً أستيقظ على كابوس أرى به أطناناً من أشلائنا متناثرة على مفترق الطرقات يسير فوقها «العشيرة «حاملين السيوف تتقطر دماً فى طريقهم إلى» الاتحادية».... نعم لا أنكر أننى كنت أرى شيوخ الدم بمنامى وسيوفهم تأكل فى الشعب أكلاً، وتشق البلطة رؤوسهم شقاً.. كنت أرى صراخاً بدم يفور فى وجه القاتل والمقتول.. لقد قدر لى الله أن أرى وجههم الحقيقى حين كنت مسؤولة فى تلك الحقبة السوداء عن تغطية ملف الإسلام السياسى لاسيما بالإسكندرية التى جاهدوا لتكن يومًا معقلاً لمعظم قيادتهم حينذاك.. ثمة كلمات لا تغيب عن ذهنى قالها لى القيادى الإخوانى صبحى صالح حين سألته عما ينتوون فعله مع المتظاهرين عقب أحداث الاتحادية.. فقال لى: «والله لو حابين نموتكم من الضرب مش هتاخدوا فى أيدينا غلوة لكن احنا سايبنكم تاخدوا راحتكم لحد ما نسيطر على الشرطة وقريب جداً هنشيل اللواء احمد جمال الدين وهنجيب حد تبعنا وبعدها هنسيطر على الجيش وبعده القضاء وبعده يبقى حد من الشعب يتكلم «.. كلمات قالها ذاك الرجل مدعى التدين.. قالها بمنتهى الغطرفة والغرور ثم إلتف حوله بعض شباب الجماعة الإرهابية  ممكن كانوا يعملون كخلايا نائمة بأجهزة تنصت وجمع معلومات خاصة بالجماعة وقالوا له وهم يتابعون  صفحات السوشيال ميديا: «  الشباب غضبان وبيهددوا يعملوا ثورة  « فرد عليهم بإبتسامة ساخرة صفراء: « على رأى المخلوع خليهم يتسلوا».. موقف آخر جمعني  بأحد قيادات حزب النور.. فسألته عن استعداداتهم لخوض الانتخابات مع الإخوان سوياً ففاجأنى الرجل بإجابته قائلًا: «عارفة أول حاجة هيعملها الإخوان ايه لما يسيطروا على البلد هيقطعوا رقبتنا.. احنا أول ناس هيتخلصوا مننا لأننا باختصار احنا اللى هنفضحهم قدام الشعب ومع مرور الوقت هنبقى الشوكة اللى فى زورهم.. اللى بنقولهم فين كلام ربنا والدين مش بيقول كدة وهما عارفين انهم استحالة يضحكوا علينا احنا بالذات لأننا فاهمين فى الدين ومش هيعرفوا يتاجروا علينا بيه «.. واستطرد»  دول مش اسمهم الإخوان المسلمين دول اسمهم الاخوان الكدابين.. دول مالهومش علاقة بالدين «.. عام أسود بكل تفاصيله وذكرياته.. قوم اعتقدوا أن الله لم يهد سواهم.. فخيل لهم غرورهم أن الواقع أصبح طوع يديهم يشكلونه كما يشاءون.. لا مكان لمن يغرد خارج سربهم.. لا ثالث بين خيارين إما الحكم أو الموت.. التفرقة دستورهم يعتمدون على تقسيم الكيانات الكبرى على أساس طائفى وعرقى.. عام نتمنى لو يُنتزع من تاريخ وطننا إنتشرت به الفتنة وتدهور الاقتصاد.. انطفأت أنوار بلادى بسبب أزمات الكهرباء والوقود وكان المواطن يبحث  عن رغيف عيش وما بالك بشيوخ الدم من القرضاوى للظواهرى يا قلبى لاتحزن ومحاولاتهم المستميتة لتحويل سيناء لبؤرة إرهابية واحتضانهم لأنظمة الإرهاب وإستقبالهم لأردوغان وأحمدى نجاد استقبال الفاتحين.. فى الواقع إجلاء الإحتلال الإخوانى البغيض كان صعبًا بل كان مستحيلاً كان يحتاج إلى ثورة شعب وقرار فارس شجاع يحمل روحه على كفيه وهذا ما حدث حين خرج المصريون فى ٣٠يونيو يهتفون «يسقط يسقط حكم المرشد» ثم خرج علينا.. السيسى بملامحه المنحوتة من طين مصر وألقى بيان الحرية فى  الثالث من يوليو 2013 لتشرق الشمس وتعود مصرنا من جديد.. وها نحن بعد مرور 7 سنوات من الإنجازات والمشروعات العملاقة.. 7 سنوات من لم الشمل.. 7 سنوات نحمد بها الله على نعمة الرئيس القائد الذى أنقذنا من البلاء والغباء معاً.