أمنية

محمد سعد يكتب: بأى ذنب قتلت ..!

محمد سعد
محمد سعد

«القتلة لا يبحثون عن فلسفة، بل يبحثون عن أجورهم» هكذا كان رأى ماركوس شيشرون خطيب روما قبل عام 106 «ق . م « ، ورغم مرور أكثر من الفى عام على عبارته إلا أننا لا نستطيع جدال الرجل، فمعظم جرائم القتل ارتكبت بدافع المال وفاعلها الاصلى قبض الثمن.


مطلع الثلاثاء الماضى استيقظت إحدى قرى محافظة الدقهلية، على واحدة من أبشع الجرائم التى عرفتها الانسانية، بعد أن دبر زوج حيلة شيطانية للتخلص من زوجته، بطريقة تظهره كزوج مغلوب على أمره منكسر لكون زوجته خائنة، إلا أن عدالة السماء تجلت على الارض لتكشف الحقيقة الشنعاء، التى دبرها الزوج مع الشيطان فى ليلة شديدة الظلمة.


منذ عامين قرر حسين الزواج من إيمان إحدى فتيات قريته، والتى يشهد لها الجميع بحسن الأخلاق والأدب وطهارة النفس، وبعد عامين من الزواج، وضعت ايمان أول مولود لها، وبعد فترة دبت المشاكل بينهما، ولكن الزوج تحدث مع والده بأنه يريد الانفصال، والزواج باخرى فرفض أبوه وأكد أن زوجته يشهد لها الجميع بادبها واخلاقها العالية.


بدأ حسين التفكير فى حيلة يتخلص بها من زوجته، ويجعل والده يوافق على الانفصال، ولمعت فى رأسه فكرة الخيانة الزوجية، واتفق مع خادم فى منازل القرية على تنفيذ الجريمة وتصوير الزوجة على انها خائنة، بدأ التنفيذ واشترى القاتل نقابًا وزيًا للنساء! وذهب لمنزل الضحية، واعتمد على أنها تعانى من الأنيميا والضعف والوهن، وحاول أن يسيطر عليها ويغتصبها، ولم يتمكن فقام بخنقها ومضاجعتها بعد وفاتها .


 من ذا الذى نزع الله من قلوبهم الرحمة، بل نزع من جسدهم الروح ومن عروقهم الدماء ليُقدِموا على ذلك الجرم؟  وكل ذلك من أجل ماذا ؟ من اجل المال، نعم فكم من الجرائم ترتكب باسمك أيها المال لقد اتفق الزوج مع القاتل على اعطائه 100 ألف جنيه.


هذه الجريمة وإن كان التشريع قد سماها قتلًا، فالقتل أهون من أن يحتويها، إنها حملت بشائع، لقد مزقت العيون بكاءً، إنها غيمت السماء عزاءً، جريمة عبرت عن خسة بشرية، وحملت إلينا النذالة الإجرامية، وجسدت أوزار الإنسانية، وأخذتنا إلى مأساة حقيقية. زوج اخترق بفعلته  قوانين الكون بل ذئب افترس بمخالبه ويديه أهل بيته فانه غادر خائن يقتل ولا يبالى ،يقتل فيزداد للدماء ظمأً، فهو لم يعد إنساناً.


وتلاقت افكار هذا الشيطان مع واحد من بنى جنسه الذى دخل بيتا قوبل فيه بالترحاب، فما كان منه إلا الغدر والمكر والخسة، فيعتدى على امرأة آمنة مطمئنة فى بيتها تحيا من أجل ابنها، لا حيلة لها أمام ذلك الكائن الذى خرج عن طائفة بنى البشر ، فوالله إن الحيوان فى غابته لا يفعل مثلما فعل ويكون أرأف بضحيته من ذلك الوحش الكاسر.

 

مسك الختام


أعلم أن فى إصدار الأحكام مشقة فى البحث والوزن والترجيح ثم الاعتناق إلا أنه فى قضيتنا هذه فإنى أبشركم بأنه لن يجد القضاة أية مشقة ولن يثور الخلاف فالوقائع ثابتة والأدلة دامغة والقضية واضحة والقصاص واقع لا محالة.