شد وجذب

دعوة أمى.. وخبرات السنين

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

قد يكون الخبر الأسعد فى مسيرة حياتى المهنية عندما أبلغت بتعيينى عضوا بالهيئة الوطنية للصحافة ممثلا عن الصحف القومية بقرار جمهورى من الرئيس عبدالفتاح السيسى..رحلة عمل طويلة امتدت لأكثر من ٣٠ عاما كان بها نجاحات وإخفاقات فى بلاط صاحبة الجلالة ولكنها رحلة هى الأمتع فى مهنة البحث عن المتاعب كما نطلق عليها..تعلمت على يد أساتذة كبار ويكفينى فخرا أن من طالب بتعيينى فى محبوبتى جريدة الأخبار كان مصطفى بك أمين رحمه الله..ما بين قرار تعيينى فى جريدة الأخبار وقرار تعيينى فى الهيئة الوطنية أكثر من ٣٠عاما..وقت قرار تعيينى بالأخبار كانت أمى رحمها الله على قيد الحياة ودعت لى بأن أكون محبوبا بين الجميع وألا أظلم أحدا وكانت دعوتها المعتادة يوميا هى..ربنا يوقفلك ولاد الحلال فى كل خطوة ويبعد عنك أهل الشر..علمتنى أمى رحمها الله أن أكون راضيا بكل شىء وألا أكون ظالما ولا متآمرا..شريط ذكريات جميلة يمر من أمام عينى حتى وصل إلى محطة الهيئة الوطنية واذا بى أستقبل مكالمة من أختى الصغرى لتبارك المنصب وتذكرنى بدعوة أمى التى تحققت بفضل الله.
بعد صدور قرار تعيينى بالهيئة الوطنية تأكدت تماما أنه لو اجتمع أهل الأرض على أن يبدلوا شيئا أراد الله ان يكون ما استطاعوا.. وأن كلا منا سيأخذ حقه كاملا غير منقوص على قدر العمل بالجد والاخلاص.
فى رحلة العمل بصاحبة الجلالة التقيت أناسا البعض منهم ينطبق عليه مثل «رب أخ لك لم تلده أمك».. والبعض الآخر منحك فرصة ان تكون من المنخدعين فى تقييم الأشخاص..نماذج كثيرة تقابلها فى الحياة ولكن خبرات السنين كانت كفيلة بان تكون علمتك ولو جزءا من تقييم العلاقات وكيفية التعامل معها.. من حق الجميع أن يخطئ لأننا فى مدرسة الحياة ولكن ليس من حق أحد أن يخطئ ويستمر فى الخطأ لأن العلاقات الاجتماعية فى الحياة اختيارية وليست إجبارية.
حاولت أن أرصد بعض العبارات والمعانى فى هذه المقالة لتكون نصائح لجيل من الصحفيين الشباب والذين يحتاجون إلى أن يعرفوا جيدا أن الاجتهاد والاخلاص فى العمل له نتائج ايجابية على كافة المستويات وأن الفرصة متاحة أمام الجميع وليست حكرا على أحد.. المرحلة القادمة ستحتاج  الى تكاتف أبناء مهنة الصحافة للعبور من الأزمات بأقل الخسائر والانطلاق نحو الاستقرار والتقدم.. وأثق أن كل الزملاء بمختلف الانتماءات لا يسعون إلا لإصلاح الأوضاع والحفاظ على الريادة كاملة وغير منقوصة للصحافة المصرية على مستوى الوطن العربى الكبير.
رحم الله أمى والتى كنت أتمنى أن تكون على قيد الحياة لأرتمى بين أحضانها وأقبل قدميها على رحلة كفاح عاشتها ونصائح مكتسبة من خبرات السنين أصقلتنى بها ومازلت أحرص على تنفيذها حتى يومنا هذا.. خالص التهانى لكل الأساتذة والزملاء بالمجلس الأعلى والهيئتين.. وتهنئة خاصه للاخ العزيز خالد ميرى لفوز الأخبار بمقعدين فى المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام والهيئة الوطنية للصحافة.. وكل الشكر لأساتذة تعلمت منهم الكثير وعلى رأسهم الاستاذ جلال دويدار والاستاذة ثريا حنفى رحمها الله والاستاذ جميل جورج أطال الله فى عمره، وكل من علمنى وأنا فى بداية حياتى العملية ونصحنى بنصائح مفيدة خالصة لوجه الله تعالى.. وتحيا مصر.