حوار| رئيس حزب مستقبل وطن يتحدث لخالد ميري: 30 يونيـو منحتنا حياة جديدة

المستشار عبدالوهاب عبدالرازق خلال الحوار
المستشار عبدالوهاب عبدالرازق خلال الحوار

- إنجازات الرئيس فى 6 سنوات وضعت مصر على الطريق الصحيح

- لا مانع من دمج الأحزاب إذا كانت ستخدم الحياة السياسية

- مؤتمرات الشباب نجحت فى خلق جيل واع سياسيا قادر على التمثيل النيابى

- الرئيس يدعم الدبلوماسية القضائية فى إفريقيا

- أعضاء الحزب يضعون مصلحة الوطن أولا ويعاملوننى كأخ أكبر

- الحزب مستعد للانتخابات.. والمصلحة العامة ستحكم اختيار المرشحين

- سمعنا تهديدات الإخوان بآذاننا من داخل المحكمة الدستورية

- رفضنا أخونة القضاء.. وأرضيت ضميرى فوق منصة العدالة

- حاربت كجندى فى حرب أكتوبر العظيمة.. وتعلمت معانى التحدى والإصرار على النجاح


بعد نصف قرن فوق منصة العدالة الشامخة، اختتمها بتولى المنصب القضائى الرفيع رئيساً للمحكمة الدستورية العليا.. وبعد وصوله إلى سن المعاش قرر الرجل أن يستكمل مشوار حياته فى مجال جديد لخدمة وطنه، وكان تعيينه رئيساً لحزب مستقبل وطن بداية جديدة لحياة حافلة.. إنه المستشار عبدالوهاب عبدالرازق.. رجل يجمع بين وقار القضاء وحنكة السياسة وكانت النتيجة خلطة من الشورى والديمقراطية والالتزام والجدية.

إختار الرجل أن يكون حواره الأول طوال تاريخه الحافل مع «الأخبار».. فتح قلبه وعقله.. ومن داخل مقر حزبه مستقبل وطن تحدث بصراحته المعروفة.

إستعاد ذكرياته عندما كان جندياً بجيش مصر العظيم وقت حرب أكتوبر العظيمة.. هناك تعلم معنى التحدى والإصرار على النجاح. بعدها تنقل بين النيابة العامة ومجلس الدولة وصولاً للمحكمة الدستورية العليا والتى وصل لقمتها رئيساً لها.

ولأن عائلته فى صعيد مصر ببنى مزار بالمنيا عائلة سياسية، لم يكن غريبا بعد أن أدى دوره القضائى كاملا أن يفتح صفحة جديدة وهذه المرة فى العمل السياسى رئيساً لحزب مستقبل وطن.

أكد الرجل أن إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار 6 سنوات وضعت مصر على الطريق الصحيح، وأن الرئيس كان صاحب الفصل فى إطلاق دور «الدبلوماسية القضائية فى إفريقيا»، وأكد مؤتمرات الشباب نجحت فى خلق جيل واع سياسيا قادر على تمثيل مصر نيابيا.

تذكر المستشار عبدالوهاب عبدالرازق سنة حكم الإخوان السوداء وكان نائبا لرئيس المحكمة الدستورية.. وقت أن حاصروا المحكمة وهددوا القضاة وحاولوا فرض إرادتهم لإصدار أحكام تتفق مع رغباتهم.. ضاربين عرض الحائط بكل قيمة قانونية ووطنية ودستورية، حتى جاءت ثورة يونيو لينتصر الشعب لوطنه وينحاز الجيش بقيادة الزعيم عبدالفتاح السيسى لشعبه وحده.. هى أيام مجد لا تنسى.

يؤكد المستشار عبدالوهاب عبدالرازق أن نجاح تجربة المستشار عدلى منصور خلال عام رئاسته لمصر شجعه على دخول مجال السياسة.. وأن أعضاء حزب مستقبل وطن يعلمون مصلحة الوطن والمصلحة العليا فوق أى مصلحة شخصية ويعاملونه كأخ أكبر.. وأن لديهم وعياً كبيراً وإلتزاماً حزبياً كاملا.. وأكد أن الحزب مستعد لأنتخابات مجلسى النواب والشيوخ وأنه سيتم ترشيح أفضل من يخدمون الوطن.

أكد رئيس حزب مستقبل وطن أن القوات المسلحة هى درع وسيف مصر.. وأن الجيل الصاعد يعشق جيشه ومسلسل «الاختيار» ساعد على إنعاش الروح الوطنية.. والآن الأطفال يحلمون بارتداء زى الصاعقة بدلا من ملابس العيد..

 

وإلى تفاصيل الحوار..

- عملت بالقضاء قرابة خمسين عاماً حتى ترأست المحكمة الدستورية العُليا.. ثم انتقلت بعدها من القضاء إلى السياسة .. كيف حدث هذا التغيير؟
 

لقد اجتهدت بعملى القضائى إلى أن شعرت فى نهاية مشوارى بالقضاء بأننى قد أديت رسالتى بما يرضى ضميرى وأفتخر دائماً بأن الله وفقنى أن أرد جزءا صغيراً من دين بلدي، وبعدها عُرض علىَّ أن استكمل مسيرتى من أجل خدمة بلدى بالدخول فى السياسة وأن أتولى رئاسة حزب مستقبل وطن، و أرى أن دخولى السياسة لم يكن صعباً لأننى لم أكن بمنأى عنها يوماً، كونى أنتمى لعائلة متغلغلة فى السياسة فى بلدى بنى مزار بالمنيا وكانت مشاركة منذ القدم بالعمل البرلمانى وبمجلس شورى القوانين وغير ذلك كما أن معظمنا بالقضاء يشعر بأهالينا فى القرى و المدن والبلاد ونشعر بمشاكلهم وبهمومهم ونعلم جيداً آمالهم وطموحاتهم أى أننا عايشين ومتعايشين معهم لذلك قبلت الدخول فى السياسة بدافع أن يسخرنى الله أن أساهم فى حل بعض مشاكلهم أو التخفيف عن معاناتهم و تحقيق جزء من طموحاتهم خاصة أن التجارب القديمة السابقة لم تكن قد منحت الصعيد بشكل خاص حقه إلا أنه تم النظر إليه مؤخراً هذه الآونة، لذلك أتمنى أن أخدم بلدى وأن أستمر فى رد الجميل والدين الذى فى رقابنا جميعاً نحو مصر.


خدمة الوطن

- ما الذى يميز حزب مستقبل وطن عن باقى الأحزاب السياسية فى مصر من وجهة نظرك؟

لا شك أن هناك العديد من الأحزاب الوطنية ولكن من خلال تجربتى ما يميز حزب مستقبل وطن هو أعضاؤه، حقاً يضم عدداً لا بأس به من من أذكى شباب مصر يعملون من أجل خدمة وطنهم كما أنه يضم أيضاً العديد من رجال الأعمال الذين لديهم الرغبة فى المشاركة بشكل ايجابى وكانت من الأمور المبهرة بالنسبة لى كما أن مستوى آدائهم عال جداً ودون إعلان ودون رغبة فى الظهور ولديهم رسالة وهدف وليس مجرد دعاية ويوجد لدى الجميع داخل الحزب نوع من الإخلاص ورغبة حقيقية فى خدمة الوطن ورد الجميل فى هذا الوقت الحرج.

روح التعاون

- ما كواليس اختياركم لتولى الحزب والذى كان بتوافق كامل من جميع الأعضاء؟

دخولى لهذا المجال وتولى رئاسة الحزب كان يحمل يقينا دخول عنصر جديد على مجموعة متوائمة وناجحة وكان من الأشياء الجميلة جدا الرقى فى التعامل واكتشفت ان المشاركين يعلون مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية، ولأننى جئت من خلفية سياسية مليئة بالأحزاب والتاريخ ومن خلال خبرتى فإن العمل الحزبى فيه الكثير والكثير وعندما جئت فوجئت بروح التعاون واتخذونى أخاً أكبر لهم وهذا ما احرص عليه حيث إننى لم اسع لرئاسة الحزب وليس فى ذهنى فكرة تولى مناصب واعتقد أنه تم اختيارى لهذا السبب وأيضا يجب أن نعطى كل ذى حق حقه ومعظم هؤلاء الناس لهم تجارب سياسية قديمة وناجحة فالعمل يتم داخل الحزب بالتوافق واضافة الخبرات اللازمة للوصول للنجاح المطلوب فجميعًا نحتاج إلى استيعاب التجربة والاستفادة منها عن طريق سماعها من الآخرين فيجب علينا الاستماع إلى كافة الآراء وأخذ القرار بالشورى بين الأعضاء.

الاستعداد للانتخابات

- ونحن على أبواب انتخابات مجلسى النواب والشيوخ.. كيف استعد مستقبل وطن لخوض غمار المعركة؟

فى الحقيقة هناك نماذج رائعة بالحزب وكثيرة جداً لذلك فإن المسئولية ضخمة على الحزب وقيادات الحزب وتتمثل فى حسن الاختيار لأن الحزب يتوافر به ابناء مخلصون فأصبح الأمر يتطلب الدقة فى الاختيار لمنح الفرصة للأصلح لخدمة الوطن والجميل فى الأمر هو الروح السائدة فى الحزب.. حيث يوجد به نوع من الالتزام الحزبى فى الرغبة فى التمثيل عن الحزب ككل وان شاء الله سيكون له مستقبل واعد.


- وما الصلاحيات المنوطة برئيس الحزب؟

الحزب له دور فى الحياة السياسية وهذا الدور يكون مزدوجًا حيث يوجد دور تنظيمى داخلى ويوجد دور التمثيل الحزبى والأمور التشريعية الأخرى، بالقطع سيتم توزيع المسئوليات بين رئيس الحزب والأمين العام بحيث انه طالما هناك قدر مقبول من التعاون بين الجميع فإن كل ما يدور يهم الكل وكل ما يدور يتعاون فيه الجميع على أساس المشاركة فى إدارة الحزب والوصول به إلى خطوات متقدمة.

قوانين الانتخابات

- هل كان هناك توافق داخل الحزب على قوانين الانتخابات الحالية والتى كان قد قدمها إئتلاف دعم مصر؟

هذه القوانين قد شارك الحزب فى دراستها دراسة متأنية ومستفيضة وهناك أعلى نسبة توافق على هذه القوانين خاصة أن هذه القوانين كان هناك حرص من جميع واضعيها على انها تلتزم بالضوابط الدستورية حتى عندما يصدر التشريع يكون محققا للجانب السياسى والدستوري.

- الدمج بين ائتلاف دعم مصر وحزب مستقبل وطن.. فكرة تم طرحها أكثر من مرة.. ما رأيك بها؟ وكيف ترى هذه الفكرة مستقبلاً؟

هذه الأمور الفترة القادمة ستشهد الكثير من التقارب بين الأحزاب وبعضها مادامت تدور فى إطار المصلحة العامة وكذلك فى المصلحة الحزبية، وأنا أرى اننا على ابواب فترة جديدة ليست فقط فترة سياسية جديدة وإنما فترة حزبية جديدة بل اتمنى ألا يتوقف الأمر على الحزب ودعم مصر، بل يجب ان يكون التعاون بين الأحزاب وبعضها، لأن مصر تستحق احزاباً قوية يكون لها وجود مؤثر على الساحة تثرى التجربة السياسية وأعتقد أن الإجتماعات الشبابية التى كانت تنظم تحت رعاية الرئيس السيسى ومؤتمرات الشباب التى كانت بحضوره على مدار السنوات الماضية بدأت تُجنى ثمارها وتشكل جيلا كاملا على دراية حقيقية بمجريات الأمور السياسية لذلك اصبح هناك عدد كبير من الشباب المؤهلين لدخول تجارب التمثيل النيابي.


دمج الأحزاب

- وهل هذا يعنى أنك توافق على فكرة الدمج؟

أنا لا أعترض على فكرة دمج الأحزاب مادامت الفكرة تخدم مصلحة الوطن، لأن التجربة أثبتت ان المسألة بالكيف وليس بالكم وهذا يعنى أن الأهم أن تكون لدينا أحزاب قوية فعالة حتى لو كان عددها قليلاً.

- لدينا أحزاب كثيرة ولكنها تفتقر التواجد على أرض الواقع.. هل توجد رؤية واضحة للحزب للظهور بشكل أكثر فعالية؟

دون الدخول للتفاصيل، بعد التجربة السياسية والحزبية المصرية العريقة أصبحنا لابد أن يكون لدينا تمثيل حقيقى للشارع المصري، فى إحدى زياراتى لإحدى الدول العربية حضرت جلسة لمجلس النواب واحتدم الخلاف بين عضوين وأثناء الخلاف قال أحدهما للآخر « الكلام ده محصلش من أيام سعد باشا»، حيث يستشهد بالتجربة المصرية من أيام سعد زغلول ولذلك مصر هى من صدرت الحياة النيابية للعديد من الدول التى لم تكن تدرى هذا دون مصر، ولذلك مصر تستحق تمثيلاً برلمانياً يليق بها.

مصلحة عامة

- هل ستكون هناك قائمة واحدة لمستقبل وطن وائتلاف دعم مصر فى الانتخابات القادمة بمجلسى النواب والشيوخ؟

هذه الأمور قيد الدراسة والجميع سيعلى المصلحة العامة فى الاختيارات قبل اى شىء .

- الشباب والبرلمان.. كيف ترى تجارب الشباب ومشاركتهم بالبرلمان؟

فى الواقع أنا فخور بشباب مصر ومندهش لم أكن أتصور أن لدينا شباباً واعياً ومدركاً للأمور وقادراً على الإلمام بكافة الفنون السياسية إلى أن رأيت بنفسى نماذج عظيمة من خلال تجربتى بالحزب.


- وما رأيك فى منتديات الشباب التى يعقدها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه؟
 

الفكرة هائلة وبالفعل مؤتمرات الشباب نجحت فى خلق جيل واع سياسيا قادر على التمثيل النيابى وبدأنا نجنى ثمارها على أرض الواقع وفى زمن قياسي.

دور المرأة

- وماذا عن تمثيل المرأة فى خطة مستقبل وطن؟

سيكون هناك تمثيل مشرف للمرأة بالطبع، ونعلم جميعًا أنها اصبح لها دور كبير فى الحياة السياسية خلال تولى الرئيس السيسى المسئولية، فلا يستطيع أحد أن ينكر الدور الكبير الذى قام به الرئيس السيسى فى حق المرأة المصرية لدعمها وتمثل ذلك فى العديد من الأشكال فأولها كان تمثيل المرأة فى الحكومة المصرية، كما تولت المرأة منصب المحافظ لأول مرة فى تاريخ مصر فى عهد الرئيس السيسي، فضلا عن العديد من نواب المحافظين وكذلك ظهر بشكل كبير تمثيل المرأة فى البرلمان فى التشكيل الماضي، كما حرص الرئيس فى مؤتمرات الشباب وغيرها من المؤتمرات على تكريم المرأة وتشجيعهن لأداء دور أكبر فى التمثيل السياسى لمصر إيمانا بدورهن الكبير فى ذلك، كما تم تحديد عام للمرأة لأول مرة فى تاريخ مصر، ومن بعدها تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، ووصل دعم المرأة إلى التعديلات التشريعية لدعم حقوقها حيث تم تعديل قانون الميراث، وتم تغليظ عقوبة ختان الإناث، فضلاً عن قانون تنظيم عمل المجلس القومى للمرأة، إلى جانب تغليظ عقوبة التحرش، وتم تعديل قانون الخدمة المدنية لعام 2016 الذى يمنح مزايا للأمهات العاملات مثل أجازة وضع لمدة 4 أشهر بدلاً من 3 أشهر.. كما ضمن قانون الاستثمار الجديد تكافؤ فرص الإستثمار لكل من الرجال والنساء ايضاً.


الطريق الصحيح

- بدأنا السنة السابعة فى حكم الرئيس السيسي.. ما تقييمك للـ6 سنوات الماضية من حكم الرئيس السيسي؟


فى رأيى الشخصى أن فى هذه السنوات وضعت مصر قدمها على الطريق الصحيح، انا سعيد بالدور الكبير لمجلس الوزراء الحالى ونحن مطالبون بدعم الدولة والحكومة ومواكبة سرعة التطورات التى تحدث لدعم الإقتصاد فى كل مجالاته للنهوض بالدولة المصرية، وهناك انجازات على أرض الواقع لم تصل إلى رجل الشارع العادى من حيث القيمة واثرها وتحتاج إلى أن يتم تسليط الضوء عليها بشكل أكبر من قبل الإعلام وخير دليل على اننا نسير على النهج الصحيح هو صمود الدولة المصرية أمام جائحة كورونا والتى هوت أمامها كبرى الدول الأوروبية، فهناك اداء مميز وراق للحكومة للتعامل مع كورونا.

ثورة يونيو

- المحكمة الدستورية كانت جزءاً أساسياً من ثورة 30 يونيو.. شاركت فى معظم أحداثها وحلف أمامها الرئيس السيسى اليمين لأول مرة بعد الثورة.. وكان منها المستشار عدلى منصور أول رئيس بعد الثورة.. واستهدفها الإخوان فى السنة السوداء.. حضرتك كنت جزءاً من هذه الأحداث.. كيف تتذكرها؟ وماذا عن كواليسها؟


حين أتذكر هذه الأيام أشعر بشعورين متناقضين الأول هو شديد الاستياء من ذاك الحكم الغاشم وتولى جماعة إرهابية للبلاد وقتها وتصرفاتهم غير المسئولة لدرجة أننى أتمنى لو تُنتزع هذه الحقبة السوداء من تاريخ مصر، أما الجانب المضيء فهو ماحدث بعد ذلك ينتابنى شعور بالفخر بنجاح ثورة 30 يونيو، وبالطبع المحكمة الدستورية كان لها دور عظيم وقتها ودور منطقى ومتوازن لم يخرج أبداً عن القواعد والقوانين والأصول ولم يكن هناك أى تحامل أو اضطهاد لحظة ولكن التعامل مع جميع القضايا كان بمنتهى العدل والاستقلالية التامة.


حصار المحكمة

- الجماعة الإرهابية حاصرت المحكمة الدستورية واستهدفتها بشكل واضح.. هل الضغوط التى مارسها الإخوان خلقت نوعاً من الرهبة عند بعض القضاة حينذاك؟


ابداً.. لم تنجح الضغوط التى مارسها الإخوان على المحكمة الدستورية على الإطلاق ولم تخلق أى نوع من الرهبة لدى أى قاضٍ ولم يهتز أى قاضٍ، بالعكس كنا جميعاً نرفع صوت الحق ونحكم بالعدل مهما كانت النتائج.


- وهل تعرضت للتهديد من قبل الإخوان؟

للأسف هؤلاء الناس كانوا مجرمين وبالطبع تعرضت للعديد من التهديدات وقت محاصرة الإخوان للدستورية وكنا جميعاً داخل المحكمة نسمع تهديداتنا بآذاننا على الملأ يومياً ويحاولون تكسير سياراتنا وملاحقتنا عند الدخول أو الخروج، واتذكر واقعة حدثت معى شخصياً أثناء حكم المحكمة بحل مجلس الشعب ونحن نتداول جاءنى أحد رجال الشرطة المنوط بهم تأمين المحكمة حينها وأخبرنى أن الإخوان يتوعدون لنا فى حال اصرارنا على صدور الحكم ويحاولون منع الشرطة من الدفاع عنا خاصة بعد واقعة الاتحادية وإتهامهم للشرطة بإنحيازهم للمتظاهرين ومنعهم من الاعتداء عليهم.


أخونة القضاء

- ماذا عن محاولات أخونة السلطة القضائية؟


بالطبع هناك أماكن مفصلية فى السلطة القضائية كالنائب العام والمحكمة الدستورية وتكون مؤثرة بشكل كبير فالإخوان أطاحوا ببعض الزملاء الذين كانوا فى المحكمة وقتها وكانوا يقومون بإعداد تشكيل جديد للمحكمة وتم بالفعل وضع أسماء بعينها، ولكن كل محاولات الأخونة باءت بالفشل لاننا جميعًا رفضنا أخونة القضاء.

 

- واقعة اتصال «مرسى» برئيس المحكمة الدستورية عندما كنتم تنظرون فى القضايا.. هل كان يحاول التدخل فى الأحكام؟

لم يحاول فى هذا ولكنه كان يحاول ان يشعرنا دائمًا أن القرارات الشرعية سيأخذها من الشارع وليس من قرارات المحكمة الدستورية.

- من وجهة نظرك.. ما مصير القضاء لولا نجاح ثورة 30 يونيو؟

كان سيحدث إنهيار كامل لأنه كان سيتم تسييس القضاء فى إطار محدد وهذا يعنى إنهيار المهمة الأساسية للقضاء وبناء عليه يعنى انهيار أحد اعمدة الدولة، لأن القضاء الحر دائما يكون بمنأى عن الملعب السياسى ويتمتع بالاستقلالية التامة.

- ومارأيك فى اتهامات الجماعة الإرهابية وقتها وبث الشائعات حول إصدار المحكمة بعض الأحكام الظالمة ضدهم؟

الأحكام القضائية التى صدرت بحق الجماعة الإرهابية جاءت بناء على أوراق تم تقديمها تثبت تورطهم فى أعمال ضد الدولة المصرية ولم تكن تلك الأحكام ناتجة عن انتقام ولكنها كانت بالإدانة المثبته بالأدلة التى تم تقديمها.

أفكار رائعة

- وماذا عن سياسة مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو؟

للأسف سنوات طويلة مرت على مصر ولم تكن على الطريق الصحيح خلال كل العصور السابقة ومن قبل مجئ الجماعة الإرهابية لولا أن الله أراد أن نحيا من جديد ونجحت ثورة 30 يونيو ومن بعدها بدأنا نخطو نحو الصواب بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وحتى فكرة عمل مؤتمر لرؤساء المحاكم الإفريقية كانت فكرة رائعة وقمنا بتبنى الفكرة ودعوة 50 دولة فى المرة الأولى وكان لدينا إصرار أن يكون التمثيل على أعلى مستوى وتم عقد لقاء مع الرئيس السيسى الذى أصر أن يتم عقد هذا التجمع بشكل سنوى حتى تقوم مصر باحتضان كافة الدول الإفريقية، وهذا الأمر الذى جعلنا نضع يدا على ما يسمى بالدبلوماسية القضائية، حيث إن هناك أمورا يمكن ان تتم مناقشتها فى ملفات كثيرة جدا، وهناك بعض الوفود كانوا بمثابة المسئول الثانى فى بلده وهناك الكثير من تلك النماذج المشابهة.

- وبرأيك.. هل الدبلوماسية القضائية قادرة على النجاح؟

بالطبع نعم ومن وجهة نظرى أنها وسيلة ناجحة جداً وفعالة جداً فى تعزيز التعاون بين مصر باقى بلدان العالم، وبالفعل الدبلوماسية القضائية استطاعت فى عهد الرئيس السيسى التوسع بشكل كبير جدا على المستوى الدولى وخاصة على المستوى الإفريقى وهو أول من شجعها ودعمها من أجل مصلحة الوطن.


عدلى منصور

- ما تقديرك لتجربة المستشار عدلى منصور وانتقاله من القضاء لتولى رئاسة البلاد فى فترة عصيبة؟

فى الحقيقة كانت تجربة ناجحة جداً وثرية جداً وإختيار المستشار عدلى منصور وقتها وإعلانه رئيساً للبلاد فى 3 يوليو فى ظل هذا التوقيت العصيب يُعد تكريماً من البلد للمحكمة الدستورية كلها فى شخص المستشار عدلى منصور و فى الحقيقة كلنا بالهيئة القضائية كنا مشفقين عليه وقتها لصعوبة المسئولية فى هذا التوقيت.


- هل هذه التجربة أثرت عليك حين قررت الانتقال للسياسة؟

بصراحة طبعاً.. حين عُرض علىَّ تولى رئاسة حزب مستقبل وطن وأن أنتقل من القضاء إلى السياسة تذكرت هذه التجربة بالتأكيد لأنها تدل على نجاح التحول أو الإنتقال من القضاء إلى السياسة، فربما التحلى ببعض المكتسبات من العمل القضائى كبحث الأمور بحيادية والتحلى بالثبات الإنفعالى والاستماع لكل الآراء ثم إتخاذ الرأى الصائب إلى آخره كلها أعتقد أنها أمور قد تساعد فى نجاح تولى أى مسئولية وربما نكون قد استعارنا من تجربته بعض السمات.


الدرع والسيف

- القوات المسلحة دائمًا هى الدرع والسيف والسند فى الشدائد.. ما رأيك بما تقوم به لحماية الوطن؟

القوات المسلحة طول عمرها رمز التضحية وأعتز جداً بالقوات المسلحة وأفتخر بجيش بلدى وأفتخر إننى كنت مجنداً فى الجيش المصرى فى 1973 لمدة بلغت قرابة السنوات الأربع والنصف أى إننى بدأت الخدمة عام 1969 وأنهيتها عام 1974، وفى الحقيقة كنت محظوظاً إنى عاصرت هذه الفترة وهى فترة ثرية جداً مروراً بحرب الاستنزاف ثم نصر أكتوبر.

- كيف أثر الجيش على شخصيتك؟ وما الذى تعلمته خلال فترة أدائك للخدمة العسكرية؟

تعلمت من الجيش التحدى والإلتزام والجدية فى اى عمل يُسند لي، تعلمت منه المعنى الحقيقى لتحمل المسئولية وأنه لا خيار ثالثاً أمامنا فى أى عمل إما النجاح فى الشيء أو ترك هذا الشيء لمن يصلح له.

الفن والدراما

- دائما تلعب القوى الناعمة أيضاً دوراً مهما فى توعية الشعوب.. ما رأيك فى الفن والدراما بعد ثورة 30 يونيو؟

فعلاً القوى الناعمة لها دور هام فى نشر الوعى وفى الحقيقة بدأنا نسير على الطريق الصحيح بإنتاج مسلسلات وطنية تجسد بطولات وتضحيات القوات المسلحة ونحن لدينا كنوز فى قصص لأبطال كثيرة، وعلى سبيل المثال مسلسل « الإختيار» الذى شاهدناه فى رمضان الماضى أحيا حبال الود والفخر والوطنية بين الشباب وجيش بلدهم، بعد ما كنا فى العهود السابقة وصلنا إلى ان الشباب كانوا يتمنون الهجرة والسفر خارج البلاد لكن اليوم يتمنون الإلتحاق بصفوف الجيش.. الشباب أصبح يتمنى أن يتطوع فى الجيش ويحارب عدو بلده ويحارب أهل الشر والإرهاب، شاهدت أحفاد أحد أصدقائى يطلبون منه أن يشترى لهم زى الجيش المصرى والصاعقة والملابس المموجة بدلاً من ملابس العيد حتى أحفادى أشاهد فى عيونهم نظرات الإنبهار والفخر ببطولات رجال القوات المسلحة.

- كلمة توجهها للمواطن المصرى فى ثورة ٣٠ يونيو؟

الحراك السياسى الذى تم فى ٣٠ يونيو وما بعدها اتمنى ان تستمر ايجابيته ونتخلى عن سلبياته لأن الإنجازات التى تحققت تستحق أن ننظر إليها جيداً كما أن مصر لم تر هذا الحراك السياسى سوى فى الأربعينيات لذلك أتمنى أن نشارك فى الجهود التى تبذلها الدولة ونشعر بها.