ورقة وقلم

ثورة يونيو.. والسيسى.. والأمريكان

ياسر رزق
ياسر رزق

رد الفريق أول السيسى على سؤال وزير الخارجية الأمريكى
قائلا: «game is over».. وكان يقصد أن أوان النصائح فات

هذا مقال رأى موثق بالمعلومات، أو هو تقرير معلوماتى مرصع بالرأى، سمه ما شئت، لكنه ليس كتاب تاريخ، ولا فصلاً فى سجل التاريخ.
لست أدون وقائع أو أحصر أحداثاً تاريخية مرتبة وموقوتة باليوم والشهر والسنة، عن العلاقات المصرية الأمريكية فى فترة حرجة من أصعب فتراتها، حافلة بالشكوك فى القرارات والارتياب فى النوايا.
إنما ـ وبكل تواضع ـ أضع أضواء كاشفة على محطات رئيسية فى مسار تلك العلاقات، بدءاً من الأسابيع الفاصلة التى سبقت قيام ثورة الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٣، ومروراً بالأيام المفصلية التى أعقبت انفجار الثورة وتوجت ببيان الثالث من يوليو، ثم الشهور الأربعين التالية التى أعادت فى نهايتها لتلك العلاقات زخمها واستردت لها عافيتها.
لعل الآتى، مجرد قطوف فى بستان زاهر للجيش المصرى ولثورة يونيو وللسياسة الخارجية التى اختطتها جمهورية السيسى، أو لعله شذرات فى منجم غير مكتشف إعلامياً، وليس من الإنصاف للتاريخ تركه مغلقاً موصداً، حتى يُفتح فى غير حضور أصحاب الفعل والقرار وشهود الوقائع، على أيدى خصوم الثورة أو الجاهلين بالأحداث وأقدار الرجال.
لست أردد منقوليات أو عنعنات، إنما أكتب رأى العين عن أحداث، أو أسجل معلومات، سمعتها من أصحاب الفعل أنفسهم، معلومات يد أولى غير مستهلكة، ولم تنلها تنقيحات المتداولين أو تشويهات المغرضين، بالحذف والإضافة والتلوين..!
< < <
١
فى الثانى من مارس عام ٢٠١٣، جاء جون كيرى وزير الخارجية فى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى مصر، التقى الرئيس الأسبق محمد مرسى ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، كما اجتمع مع عدد من ممثلى القوى السياسية والمجتمع المدنى ورجال الأعمال.
ثم التقى فى مقر وزارة الدفاع مع الوزير القائد العام الفريق أول عبدالفتاح السيسى.
حالة الاحتقان التى كانت تسود البلاد منذ توقيع مرسى على إعلانه الدستورى فى شهر نوفمبر ٢٠١٢، غلفت أجواء الاجتماعات التى عقدها كيرى فى القاهرة، وسيطرت الشكوك المتبادلة بين المعارضة السياسية وجماعة الإخوان على مجريات اللقاءات والنقاشات، وكان الجيش المصرى رغم حرصه على النأى بنفسه عن الصراع السياسى ليس بعيداً عما يدور وما ينذر بعواقب وخيمة على الشارع المصرى، تهدد بالدخول فى احتراب أهلى.
فى الطابق الثانى من مبنى الأمانة العامة لوزارة الدفاع، اجتمع السيسى فى مكتبه مع كيرى، وتطرق الاجتماع فى جانب كبير منه إلى الأزمة السياسية فى مصر، فى ظل التصريحات التى أعلنها السيسى قبلها بأسابيع فى الكلية الحربية عن مخاطر الصراع السياسى الذى يهدد بانهيار الدولة، ثم تصريحات الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان أثناء زيارته لأبو ظبى فى منتصف فبراير، والتى قال فيها إن القوات المسلحة عينها على ما يدور فى البلاد وإنها رهن إرادة الشعب إذا ما احتاجها.
بعد انتهاء المحادثات، اصطحب السيسى ضيفه الأمريكى لوداعه عند مدخل بهو مبنى الأمانة العامة.
وأثناء نزول السيسى وكيرى على السلم الذى ازدانت جوانبه بصور زيتية لنظار الجهادية ووزراء الحربية والدفاع فى العصر الحديث، قال وزير الخارجية الأمريكى لوزير الدفاع المصرى: «كيف ترى ما ستؤول إليه الأمور؟».
رد السيسى قائلا: «game is over».. أى أن اللعبة قد انتهت..!
كان السيسى يقصد أن أوان النصائح قد فات.
لم يكن كيرى يعلم أن السيسى قال شيئا بهذا المعنى لمرسى على نحو أشد صراحة وصرامة، قبلها بنحو شهر واحد، حينما قال له بالحرف: «إن مشروعكم قد انتهى، وإن حجم الصد فى نفوس المصريين تجاهكم لم يستطع أى نظام سابق أن يبلغه فى سنوات، بينما أنتم أوصلتم إليه الشعب فى ثمانية أشهر فقط»..!
والواضح أن عبارة السيسى: «game is over»، لم يفهمها كيرى كما كان يجب أن يفهمها، من جنرال مصرى، عرف عنه هنا فى مصر سداد رأيه وعمق رؤيته فى التنبؤ بمسار الأحداث، مثلما عرف عنه بُعد نظره فى استبصار تداعيات الأمور بالشرق الأوسط، وذلك أثناء دراسته فى الولايات المتحدة عام ٢٠٠٦ للحصول على درجة الزمالة فى الاستراتيجية العسكرية.
< < <
قبل أقل من عام من ذلك التاريخ، كنت على موعد مع اللواء أركان حرب عبدالفتاح السيسى مدير المخابرات الحربية فى مكتبه بمقر القيادة المشتركة، وتأخر اللقاء عن موعده المحدد بعض الوقت، ثم شاهدت اللواء السيسى يخرج من مكتبه يودع السفيرة الأمريكية آن باترسون، وعلمت من أحد الحضور من قادة القوات المسلحة، أن السفيرة الأمريكية بادرت اللواء السيسى فى بداية اللقاء قائلة: يا جنرال، أود أن أسألك كيف تنبأت بوصول الإسلاميين إلى سدة الحكم فى دول شمال إفريقيا؟
وكان السيسى فى عام ٢٠٠٦ قد حصل على درجة الزمالة من كلية الحرب العليا الأمريكية، وكان موضوع بحث إجازة الزمالة عن الإسلام السياسى والحكم فى الشرق الأوسط.
٢
هبت رياح وزمجرت عواصف تحت سماء مصر فى ربيع عام ٢٠١٣، وجرت مياه كثيرة تحت الجسور بين ضفتى النيل، واستمرت زيارات مسئولين أمريكيين كبار إلى مصر، وكان أهمهم تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكى الذى زار مصر يوم ٢٤ أبريل، والتقى محمد مرسى كما اجتمع مع الفريق أول السيسى. وكانت الأوضاع السياسية المضطربة فى مصر على رأس جدول أعمال المباحثات فى اللقاءين.
< < <
عشية قيام ثورة الثلاثين من يونيو، جاء رئيس مكتب التعاون العسكرى الأمريكى فى مصر وهو جنرال كبير بصحبة السفيرة الأمريكية إلى مكتب اللواء د. محمد سعيد العصار مساعد وزير الدفاع ومسئول ملف التعاون العسكرى عن الجانب المصرى فى ذلك الحين.
فى ذلك اللقاء الذى تم يوم ٢٩ يونيو، أى بعد ستة أيام من مهلة الأيام السبعة التى اعطاها السيسى باسم القوات المسلحة لإنهاء الصراع السياسى  بين النظام والقوى السياسية، أخطر الجنرال الأمريكى اللواء العصار بأنه جاء لإبلاغ القيادة العسكرية المصرية رسالة رسمية من البنتاجون مفادها ان القانون الأمريكى يحظر على الإدارة الامريكية اعطاء مساعدات لأى دولة يجرى فيها انقلاب عسكرى  على سلطة شرعية منتخبة.
ورد العصار على الجنرال الأمريكى قائلا: لا توجد انقلابات، ونحن لا ندبر لها. لكنكم ترون حالة الشعب المصرى وتتابعون دعوات الخروج. وكل ما نريده الا تقوم حرب أهلية ويحدث ما لا تحمد عقباه.
ونقل العصار للجنرال الأمريكى رد الفريق أول السيسى على الرسالة قائلا: إن القوات المسلحة لن تترك الشعب فى مهب الريح، ولو كنتم تتخيلون أنها ستتخلى عن الشعب فى مقابل ١٫٣ مليار دولار (قيمة المساعدات العسكرية السنوية) فإننا نقول لكم لن نتخلى عن الشعب ولو فى مقابل ١٫٣ تريليون دولار.!
< < <
قبل يوم من انتهاء المهلة الثانية التى أعطاها السيسى باسم القوات المسلحة لنظام الإخوان ومدتها ٤٨ ساعة، جاءت السفيرة الأمريكية آن باترسون فى السادسة مساء يوم ٢ يوليو ٢٠١٣، إلى مقر القيادة المشتركة، وهو المكان الذى كانت تدار منه شئون القوات المسلحة فى ذلك الوقت الحرج، وطلبت نقل رسالة عاجلة إلى القيادة العسكرية المصرية.
التقاها اللواء العصار بمكتبه، وقالت له السفيرة وبدا أنها فى عجلة من أمرها: «معى رسالة عاجلة من وزير الخارجية الأمريكى يقول لكم، لو هناك أى قرار بشأن السلطة، نرجوكم أن تؤجلوه لمدة يوم واحد فقط، وسوف نعمل على تنفيذ كل ما تريدون».
ثم أضافت قائلة: «إن وزير الخارجية كيرى يعنى ما يقول، وما نطلبه فقط هو أن تعطونا فرصة».
استمع إليها العصار وقال: «سوف أنقل الرسالة إلى القائد العام» ولم يعطها رداً شافياً.
بوضوح.. كانت السفيرة تطلب مد مهلة الـ ٤٨ ساعة لمدة ٢٤ ساعة أخرى على الأقل.
والأوضح.. أنها كانت ترغب فى إعطاء مرسى والإخوان فسحة أوسع من الوقت تشكك جماهير الثورة فى أن قيادة القوات المسلحة جادة فى مساندتها، وتتيح للرئيس فرصة زمنية للإطاحة بقيادة الجيش..!
< < <
بعد ثلاثة أسابيع من قيام ثورة ٣٠ يونيو، سألت الفريق أول السيسى فى لقاء خاص غير صحفى بمكتبه فى مقر الأمانة العامة، عما إذا كان قد أخطر أى طرف أو جهة خارجية ببيان الثالث من يوليو قبل إذاعته، ثم أعدت عليه نفس السؤال فى مطلع أكتوبر من نفس العام ٢٠١٣، فى أول حوار صحفى له على الإطلاق للصحافة، أو الإعلام.. وكنت أقصد أساسا بالطرف أو الجهة الخارجية، الولايات المتحدة..
فى الحالتين.. كانت الاجابة واحدة: «لم نخطر أحدا، ولم نتعاون مع أحد، ولم ننسق مع أحد، ولم نستأذن أحداً».
جريرة نظام ٣٠ يونيو، والجيش المصرى، وقائده العام عند إدارة أوباما هى أن السيسى رفض النصيحة/المطلب/الأمر الأمريكى، بإرجاء اتخاذ قرار ضد نظام حكم الإخوان وممثله فى الرئاسة محمد مرسى. بل إن السيسى أتى «أمرا إدا» حين لم يستأذن الإدارة الأمريكية، بل حتى لم يخطرها ببيان الثالث من يوليو، فى منطقة اعتادت  أن ترفع سبابتها استئذانا من السفارة الأمريكية، قبل الذهاب لقضاء أى حاجة على أى نحو..!
٣
على مدار عام المرحلة الانتقالية التى أعقبت ثورة ٣٠ يونيو، خيمت سحب كثيفة فى سماء العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، أعاقت الرؤية حتى عند مواقع الأقدام.
وبرغم استقبال القاهرة مسئولين عديدين بإدارة أوباما خلال تلك الفترة، على رأسهم وزير الخارجية جون كيرى الذى زار مصر مرتين فى نوفمبر ٢٠١٣، وفى يونيو ٢٠١٤، بدا أن نوايا أوباما وأركان إدارته ممن جمعتهم بقيادات الإخوان علاقات وثيقة فى السنوات السابقة، غير صافية على الاطلاق تجاه نظام ٣٠ يونيو والرئيس الجديد المنتخب عبدالفتاح السيسى.
ولم يجانب القيادة المصرية صواب الرأى، حين أدركت أن السبب الرئيسى لذلك الموقف، هو أن مصر عطلت نفاذ خطة طال الانتظار لتحقيق أهدافها، وحان وقتها على يد الإخوان، غير أن ثورة الشعب المصرى وموقف الجيش المصرى من مطالب الجماهير قطع عليها الطرق والمسالك.
< < <
فى الأسبوع الأخير من سبتمبر ٢٠١٤، أى بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف الشهر على توليه منصب الرئيس.. سافر السيسى إلى نيويورك ليشهد الدورة التاسعة والستين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليطل على المجتمع الدولى لأول مرة من نافذة مصر الجديدة.
وعند الترتيب للزيارة، جاءت إشارة أمريكية تفيد برغبة أوباما فى لقاء السيسى للمرة الأولى، واستجابت مصر للإشارة واللفتة.
قبيل القمة الأولى بين الرئيسين، التقى الرئيس السيسى مع نخبة من صناع القرار وكبار المسئولين السابقين فى الإدارات الأمريكية، على رأسهم ثعلب السياسة الخارجية هنرى كيسنجر وزير الخارجية ومستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق.
قال كيسنجر للسيسي: «سيدى الرئيس.. لقد سمعتك من قبل تقول للإدارة الأمريكية.. لا تديرى لنا ظهرك.. وأنا أقول لك إنهم سيأتون إليك ويقولون: قفوا بجانبنا..!
على نحو ما صدق كيسنجر فى نبوءته فى مواقف عديدة، خلال السنوات التالية..!
بعد هذا اللقاء.. قابل السيسى، الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلارى وزيرة الخارجية السابقة التى أخذت تدافع عن موقفها تجاه نظام الإخوان، وقالت للرئيس: «منذ اللحظة الأولى لم أجد منهم تفاهما ولا بعد نظر ولا رؤية وإنما وجدت إصرارا على أشياء وأخطاء لا يحيدون عنها»!.
ثم أضافت وكأنها تنفض يديها بأثر رجعى من مرسى الذى أيدته بكل طاقتها: «لقد نصحته أنا.. ونصحته أنت، ولم يستجب لى ولك»!
< < <
فى قاعة الاجتماعات لفندق «والدورف أستوريا»، التاريخى بنيويورك.. التقى السيسى مع أوباما.. وبادر أوباما الرئيس المصرى الجديد قائلا وكأنه يريد أن يطوى صفحة الماضى: «إننى أعرف أنك تتمتع بحب الرأى العام فى مصر، وتحظى بشعبية جارفة.
وكان أوباما يشير إلى نتيجة انتخابات الرئاسة التى حقق فيها السيسى ما يشبه الإجماع فى تأييد الناخبين.
تحدث أوباما خلال هذا اللقاء كثيراً عن مصر وأهميتها، ودورها المحورى فى المنطقة، وشرح السيسى رؤيته للأوضاع الجارية فى المنطقة العربية ومنظوره للتعامل مع قضية الإرهاب.
بعد هذا اللقاء أخذ أن الجليد الممتد بين واشنطن والقاهرة عبر المحيطات والبحار بدأ فى الذوبان. لكن الحقيقة أن العلاقات زادت برودة وأخذت مواقف البلدين فى التباعد، لدرجة أنه فى العام التالى تجنب السيسى أن يطلب لقاء أوباما على هامش الدورة السبعين لاجتماعات الأمم المتحدة فى سبتمبر ٢٠١٥.
< < <
أولى ارهاصات التحول الايجابى فى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، ظهرت على هامش الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة فى سبتمبر 2016.. حينما التقى السيسى مع المرشحين: الديمقراطى هيلارى كلينتون والجمهورى دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة التى كان مقررا إجراؤها بعدها بستة أسابيع.
كانت الشكوك التى سادت علاقات مصر مع إدارة أوباما الديمقراطية تخيم على لقاء السيسى مع هيلارى.. بينما كان التفاؤل والمودة يسودان اللقاء مع ترامب الذى أبدى أكثر من اشارة خلال حملته الانتخابية للترحيب بتصريحات السيسى تجاه الإرهاب باسم الإسلام، فضلا عن اعجابه ببرنامجه لإصلاح الاقتصاد المصرى.
وكان السيسى يتوقع -كما علمت منه- فوز ترامب، لأنه فى تقدير الرئيس استطاع أن يصل بوضوحه وصراحته إلى قلب المواطن الأمريكى ابن الطبقة المتوسطة.
.. صدق توقع السيسى، خلافاً لتقديرات استطلاعات الرأى الأمريكية، وكان الرئيس المصرى أحد اثنين من الزعماء كانا أول من اتصل بترامب للتهنئة بفوزه فى الانتخابات.
< < <
فى أعقاب فوز ترامب بالرئاسة، بدا أن العلاقات المصرية الأمريكية سوف تستعيد مسارها الصحيح بعد سنوات التردى والجمود.
وبعد شهرين ونصف من دخوله البيت الأبيض، كان ترامب يستضيف السيسى فى زيارة رسمية إلى العاصمة الأمريكية.
وفى هذه القمة الأولى بين الرئيسين، كان ترامب واضحاً وهو يغلق صفحة قاتمة، ويفتح صفحة جديدة فى علاقات البلدين، حين قال: لمصر ان تعتبر أن لها صديقاً حقيقياً هو الولايات المتحدة وأنا شخصياً، وأبدى بصراحته المعهودة ضيقه من النهج الذى سلكه أوباما وإدارته فى التعامل مع مصر منذ ثورة يونيو وتضييقه على الدولة المصرية فى الحصول على صفقات السلاح لمواجهة الإرهاب. ثم قال: «لو كانت هيلارى فازت فى انتخابات الرئاسة لصار الوضع أسوأ».
ورغم تحفظه فى المقارنات عادة.. إلا أن الرئيس السيسى كان صريحاً للغاية عندما سئل عما إذا كان هناك اختلاف فى العلاقات المصرية الأمريكية بين عهدى أوباما وترامب، وأجاب بكلمة واحدة: نعم.
< < <
ربما الخفى فى العلاقات المصرية الأمريكية فى عهد أوباما عقب قيام ثورة 25 يناير، وبالأخص بعد اندلاع ثورة 30 يونيو، كأبدان جبال الجليد الغاطسة فى مياه المحيطات القطبية.
لكن الذى لا يحتمل الجدل، أن نهج السيسى منذ كان وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، هو الذى دشن مبدأ استقلال القرار الوطنى لمصر، وأطلق السياسة الخارجية المصرية من قيود أدبيات ظلت أسيرة لها طيلة ما يقرب من 40 عاما..!