نهار

عطر الأحباب..!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

هل أكتب لأخبركم عن صديقة، لا تتأخر عن إنسانيتها وفيض موداتها... صديقة لا تكف عن "الطبطبة" على الآخرين.. الأخذ بيدهم، والتخفيف من أوجاعهم، دون انتظار ودون سؤال؟!... أم أكتب لأشرح كيف تسكننا مودات الآخرين (الصغيرة قبل الكبيرة) تنمو داخلنا وتكبر يوما بعد يوم.. تتحول إلى أطواق نجاة أحيانا، وأحيانا إلى غيمة...
لا تتأخر عن إنسانيتك... لا تتأخر عن عذوبتك ورحابة روحك.. أن تبتسم فى وجوه الآخرين... تمسح عرق المتعبين، وتخفف بعض الشقاء عنهم.. تسبقك الكلمة الطيبة، والخطوة الطيبة، والقلب الطيب (ربما لا أفعل ذلك تماما.. لكنى أتمنى.. ولعلى أكتب لأكون)...
لا تتأخر عن إنسانيتك.. يوما ما سيلاحقك عطرها، سيرتها ومسيرتها... يوما ما ستعود إليك محملة برائحة عطرك الطيب..
قبل سنوات ثلاث أو أربع، أهدتنى صديقتى الكاتبة "دينا توفيق" زجاجة عطر... ظلت مقفولة فى غلافها السلوفان كما هى... لكن فجأة قبل يومين، فى لحظة ضيق خانقة، وشعور بالغ بالوهن والتعب والإجهاد.. فجأة غادرت سرير المرض بهاجس فتح زجاجة عطر دينا، وسط طقس احتفالى استعراضى متعمد!!.... أبهجنى شكل الزجاجة والشريط الوردى يزين الغطاء.. أبهجتنى أكثر رائحة العطر (لم يكن خليط الورود التى لم أستطع تميزها... لكن خليط البهجة والمحبة، وتلك الراحة والهدوء التى صاحبتنى)....
هل هى مصادفة أم هى الإشارة.. أن يحدث هذا فى نفس اليوم الذى أعرف بتعب دينا توفيق ومرضها..