تماثيل شهيرة في الحضارة المصرية.. تعرف على وظيفتها

 تماثيل شهيرة فى الحضارة المصرية
 تماثيل شهيرة فى الحضارة المصرية

تناولت دراسة أثرية للباحثة سهيلة عمر الرملي، المتخصصة في الآثار المصرية القديمة، أساس العقيدة المصرية وهى الاعتقاد في البعث والخلود وتأثيرات ذلك على الفنون.

وأكدت الباحثة سهيلة عمر الرملى أن هذه الفكرة تطورت عبر الأسرات فكانت في عصر الأسرة الأولى تقام بواسطة طقسة التضحية البشرية أي قتل الخدم عند موت الملك و دفنهم بحوزته ونرى هذا لأول مرة في مقبرة الملك (حور عحا) ثانى ملوك الأسرة الأولي حيث عثر بجانب مقبرته في  أبيدوس بمنطقة أم الجعاب  (سوهاج)  مجموعة من مقابر الخدم ماتوا  بطريقة غير معلومة فكان أول مظهر للتضحية البشرية ثم وجد في مقبره الملك (جر) وفي مقبرة الملك (دن) حيث وجدت معه 174 دفنة بجوار مقبرته كأضاحى بشرية وبعد ذلك لم يوجد دليل على استمرار تلك العادة في الحضارة المصرية بعد ذلك.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة بأن المصرى القديم استعاض عن عادة قتل الخدم بتماثيل من الحجر الجيرى الملون صغيرة قليلة الجودة تماثل أشكالهم وأعمالهم فكانت أحجامهم تتناسب مع الحجم الاجتماعي و ليس الحجم الطبيعي وتفتقر إلى السيمترية و يتم التركيز على نوع العمل مع الإهمال للشكل و الهيئة أو إظهار العيوب و الأمراض و كانت وظيفتها عندما تعود الروح للمتوفي فهذه التماثيل تتحول إلى اشخاص يقومون بخدمة المتوفي في العالم الآخر .

ويوضح الدكتور ريحان أن كل تمثال كانت له وظيفة واحدة فقط و ليس كالخدم في عصرنا الحالي و كان الخادم يقوم بعمل واحد يقوم به يوميًا مثل عصر الجعة و الخبز وصنع الفخار وأن الخدم من الرجال و النساء متساويين في الشكل و الملبس حيث أنهم يرتدون نقبة فقط والنساء عاريات الصدر وظهور الثدي في الفن المصري لا يعتبر إغراءً و لكنه عضو من أعضاء الجسد واستمرت هذه التماثيل في عصر الدولة القديمة وبعدها تطورت فكرة خدمة المتوفى من فكره الخدمة المادية من الخدم للمتوفى إلى فكرة الخدمة الدينية فجأت تماثيل الأوشابتى وهي تماثيل صغيرة تصنع من (الفخار – الفاينس – الحجر – الذهب ) وكان الهدف منها أن تحل محل المتوفى في أعمال لا بد أن يقوم بها بنفسه في العالم الآخر في حقول (الأيارو) أي الجنة عند المصري القديم فسميت أوشابتى من فعل (وشب) أي يجيب فعند تلقيها أي أمر متعلق بأعمال الزراعة أو نقل الرمال من مكان لآخر و بالتالي فهي تؤدى وظيفة مزدوجة وهي تجسيد للميت و خدمته معًا.

وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى ظهور أشكال أوشابتى مصنوعة من الخشب بنهاية الدولة القديمة ثم أشكال مصنوعة من الشمع عثر عليها في سقارة وترجع إلى عصر الأسرة التاسعة و حفظت في المتحف البريطاني ثم وجدت المجموعة الجنائزية للملك منتوحتب الأول في الدير البحري بطيبة وكانت ملفوفة بالكتان داخل التوابيت ولم تكن تحتوى على أي كتابات من كتاب الموتى أو نص جنائزي ولكن بعضها كان عليه اسم أو لقب صاحب المقبرة ثم تطورت و كتب عليها الفصل السادس من كتاب الموتى في منتصف عصر الدولة الوسطى وكانت هيئاتها جيدة الصنع عن ما سبق وتميزت بالأيدي المتقاطعة على الصدر و ارتداء الباروكة الثلاثية أمّا في عصر الانتقال الثاني أخدت التماثيل شكل صاحب المقبرة ولكل منها وظيفة محددة مع بدء الرسم عليها باللون الأسود فوجد منها عدد لا بأس به في منطقة (دراع أبو النجا) بالأقصر وبعد ذلك نأتي  الى عصر الدولة الحديثة التي تطورت فيه الكثير من الفنون فنرى التماثيل أكثر رشاقة و جمال وصنع منها الكثير من الذهب والألباستر وكانت تأخذ الوضع الأوزيرى أي تقاطع اليدين و ترتدى النمس الملكي أي غطاء الرأس و كانت تمسك الصولجان و المذبة الملكية و كتب عليها الكثير من التعاويذ لمساعده المتوفى في رحلته .

وكان من الشائع أن تكون أعداد تماثيل الأوشابتى 365 تمثال وقيل أنها بعدد أيام السنة و لكن وصل عددها في عهد الملك سيتي الأول الي 700 تمثال وكان هذا أكبر عدد لهذه التماثيل ومع منتصف الأسرة العشرين رجع شكل التماثيل الى شكلها البسيط الأولى وهذا يدل على الاضطراب و بداية هبوط الفن في تلك الفترة و دئما نرى أن العقيدة المصرية كانت في حالة تطور مستمر بسبب تمسك المصريين بها فقاموا بتطوير الكثير من جوانب الحياه لخدمتها .