حبوا بعض

«عام بلا حج»

أمنية طلعت
أمنية طلعت

«عام بلا حج» ما أقساها من جملة، فكيف يمر عام لا يحج الناس فيه إلى بيته الحرام، وكيف تصمت ساحة الكعبة الشريفة عن ذكر الله ويتوقف الطواف حولها؟. أمر مرعب يشيع الإحساس بالفناء، فلقد تعذر حتى النوم المطمئن وشعرت وكأن الله تخلى عنا وتركنا وحيدين.
لقد جاء القرار بإقامة شعائر الحج بعدد قليل من حجاج الداخل بالمملكة العربية السعودية، سواء من المقيمين أو المواطنين، بمثابة مطر انهمر بعد طول جفاف، فليس مهماً أعداد المصلين، ولكن المهم أن يتردد اسم الله فى حرمه وفى أثناء فريضته الخامسة، لتظل البركة والخير على الأرض ونشعر بالاطمئنان بأن الكون لم ينته بعد.
لقد كانت فترة الكورونا هذه بمثابة كابوس طويل، مازلنا نعيش فيه، وإن كانت وطأة قسوته قد خفت قليلاً ربما من الاعتياد، فمن المؤسف حقاً أن نستيقظ يومياً على أخبار الموت والأعداد المتزايدة للمرضى، فيزداد رعبنا باقتراب الخطر، وتكاد تصبح الإجراءات الوقائية اليومية بلا قيمة ونحن نشاهد من يواظبون عليها يقعون فريسة هذا الفيروس القاتل، حتى تلقيت خبر وفاة إحدى الزميلات فجأة بعد أن أصابها المرض فى العيد.
الآن أطمئن قليلاً مع عودة الصلاة إلى الجوامع، فنحن فى حاجة لأن يقرع اسم الله فى كل مكان.